لا تزال الأنباء حول مصير المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني الحالي لنادي النصر السعودي، تتصدر واجهة المشهد الرياضي في المملكة، بعد موسم وصفه جمهور الفريق بـ"المخيب للآمال"، حيث غابت البطولات المحلية والقارية عن خزائن الفريق رغم التطلعات الكبيرة والاستثمارات الضخمة التي سبقت انطلاقة الموسم.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأنهى النصر موسمه الحالي تحت قيادة بيولي باحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب دوري روشن للمحترفين، كما ودّع بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة من الدور نصف النهائي، ما تسبب في موجة من الانتقادات داخل الأوساط النصراوية، سواء من قبل الجماهير أو الإعلام الرياضي المحلي، في ظل توقعات سابقة بأن يكون الفريق مرشحًا أولًا لتحقيق البطولات، خاصة بعد التعاقدات الرفيعة التي أبرمها النادي الصيف الماضي.
وفي خضم هذا التراجع، أطل الصحفي الرياضي الإيطالي سيموني إتيرنو بتصريح أثار اهتمام متابعي الكرة السعودية، بعدما كشف خلال استضافته في برنامج "في المرمى" أن المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي أصبح على رادار نادي فيورنتينا الإيطالي، الذي يرى فيه خيارًا أولًا لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
وبحسب إتيرنو، فإن بيولي أعطى "الضوء الأخضر" لفكرة العودة إلى بلاده، معتبرًا أن فرصة تدريب فيورنتينا تمثل له حافزًا جديدًا، خاصة وأنه سبق له العمل ضمن أروقة النادي، ويعرف جيدًا أجواءه وتفاصيله الداخلية، وهو ما يمنحه أفضلية على بقية المرشحين.
لكن رغم هذه المؤشرات التي توحي بقرب نهاية رحلة بيولي مع العالمي، إلا أن الأمر لم يُحسم حتى الآن، بسبب وجود بند عقدي لا يزال ساريًا، حيث يمتلك بيولي عامًا إضافيًا في عقده مع النصر، مما يجعل الأمور مرهونة باتفاق رسمي يُفضي إما إلى فسخ العقد بالتراضي أو تحمل أحد الطرفين للمستحقات المالية الناتجة عن إنهائه المبكر.
وتُشير مصادر مقربة من النادي إلى أن إدارة النصر تدرس الخيارات المتاحة حاليًا بعناية، فهي لا ترغب في اتخاذ قرار متسرع من شأنه أن يؤثر على التوازن الفني أو المالي للفريق في الموسم المقبل، خصوصًا أن ملف الجهاز الفني يمثل أحد أهم التحديات التي تنتظر الفريق في فترة الانتقالات الصيفية.
وتبدو إدارة النصر في موقف لا تُحسد عليه، فهي تجد نفسها أمام ضغط جماهيري متزايد يطالب بإقالة بيولي، بعد سلسلة النتائج السلبية والأداء غير المقنع للفريق، لا سيما في المباريات الحاسمة، وفي الوقت نفسه، فإن فسخ العقد مع المدرب الإيطالي قد يكلّف خزينة النادي مبلغًا كبيرًا، ما يجعل الإدارة تسعى لإيجاد صيغة تفاهم تقلل من حجم الخسائر المحتملة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للنصر، الذي يسعى إلى ترتيب أوراقه مبكرًا استعدادًا للموسم الجديد، خاصة بعد أن باتت المنافسة المحلية أكثر شراسة في ظل التغيرات التي تشهدها الأندية الكبرى، واستمرار تدفق النجوم العالميين إلى دوري روشن للمحترفين.
ومن جانبه، يرى مراقبون أن انتقال بيولي إلى فيورنتينا قد يكون الحل الأنسب لجميع الأطراف، إذ يُتيح للمدرب فرصة العودة إلى أجواء يعرفها جيدًا، ويخفف في الوقت ذاته الضغط عن إدارة النصر التي تبحث عن بداية جديدة بمشروع فني مختلف.
ويُذكر أن بيولي كان قد درّب فيورنتينا في وقت سابق خلال مسيرته التدريبية، حيث ترك انطباعًا جيدًا، مما يجعل فكرة عودته تحظى بترحيب داخل النادي الإيطالي، الذي يسعى إلى إعادة بناء مشروعه الفني استعدادًا للموسم الأوروبي المقبل.
ومع عدم صدور أي إعلان رسمي حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تزداد التكهنات حول هوية المدرب الجديد الذي قد يخلف بيولي في حال تم الاتفاق على رحيله، وتشير بعض الأسماء المتداولة إلى أن الإدارة النصراوية تضع نصب عينيها مدربًا أوروبيًا يمتلك خبرة في البطولات القارية، ويُجيد التعامل مع النجوم، خاصة وأن النصر يضم في صفوفه عددًا من اللاعبين الدوليين والمحترفين البارزين.
وفي الوقت ذاته، تستعد جماهير العالمي لمتابعة قرارات الإدارة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث يُنتظر أن تتضح الصورة النهائية بشأن مستقبل الجهاز الفني، إلى جانب الخطط الخاصة بمرحلة الإعداد للموسم الجديد، وصفقات اللاعبين المحليين والأجانب.
ويبقى مستقبل ستيفانو بيولي مع النصر معلقًا بخيط التفاهمات الإدارية، وسط تطلعات كبيرة لدى الجماهير برؤية فريقها يعود إلى منصة البطولات مجددًا.
وبين احتمالية العودة إلى فيورنتينا أو الاستمرار في الرياض، ستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد وجهة المدرب الإيطالي، في ظل حسابات معقدة تجمع بين الطموح الرياضي، والحسابات التعاقدية، وضغط الشارع الرياضي المتعطش للإنجازات.
ولا شك أن قرار إدارة النصر بشأن بيولي لن يكون مجرد خطوة فنية عابرة، بل سيمثل نقطة انطلاق أو تراجع جديدة في مشروع الفريق الذي يسعى لاستعادة هيبته الكروية في ظل التنافس المحتدم داخل الدوري السعودي، الذي بات مسرحًا لصراعات النجوم والكبريات.
