وزارة البيئة والمياه والزراعة
وزارة البيئة تُحذّر من كارثة صامتة في المزارع.. تفاصيل
كتب بواسطة: حسان الصائغ |

حذّرت إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة من مخاطر تراكم المخلفات الزراعية داخل المزارع، مؤكدة أن هذه الظاهرة تشكّل تهديدًا مباشرًا للبيئة والمنظومة الزراعية على حد سواء.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وجاء التحذير عبر بيان نشرته الإدارة على منصة "إكس"، حيث لفتت إلى أن عدم الاستفادة من تلك المخلفات بالشكل الصحيح يُعد سلوكًا سلبيًا يتعارض مع مبادئ الاستدامة الزراعية.

وأشارت الإدارة إلى أن كثيرًا من المزارعين يتركون المخلفات بعد انتهاء العمليات الزراعية تتكدس في الحقول، دون أن يدركوا ما قد تسببه من آثار بيئية وصحية خطيرة، تشمل انتشار الآفات والأمراض وتلوث الهواء والتربة.

وأكدت أن المخلفات الزراعية ليست مجرد نفايات، بل ثروة مهدرة يمكن تحويلها إلى مصادر غذاء للتربة ووسائل لتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، في حال تمت معالجتها بشكل صحيح.

وأضافت أن أبرز المخلفات التي تتراكم تشمل بقايا النباتات، وسيقان المحاصيل، وأوراق الأشجار، والقش، ونواتج التقليم، وكلها مواد قابلة للتحلل ويمكن تحويلها إلى سماد عضوي نافع.

وشددت الإدارة على أهمية تغيير النظرة السائدة تجاه المخلفات الزراعية، من عبء يجب التخلص منه، إلى فرصة للاستثمار الزراعي المستدام، ما ينعكس على جودة الإنتاج ووفرة المحاصيل.

وأوضحت أن التسميد العضوي الناتج عن تدوير المخلفات يساهم بشكل كبير في تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية، ويرفع من كفاءتها في الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية.

كما يُعزز هذا النوع من التسميد النشاط الحيوي في التربة، ويزيد من أعداد الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، ما يسهم في تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية ويعزز الزراعة النظيفة.

وبيّنت أن تدوير المخلفات الزراعية له بُعد اقتصادي أيضًا، حيث يوفر على المزارعين تكلفة شراء الأسمدة والمخصبات، ويقلل من نفقات التخلص من النفايات بالطرق التقليدية.

وتطرّقت الإدارة إلى الأثر البيئي السلبي لتكدّس المخلفات، مشيرة إلى أنها بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الضارة، والقوارض، والآفات التي قد تنتقل إلى المحاصيل المجاورة، وتسبب خسائر فادحة.

وأكدت أن حرق المخلفات، الذي يُمارَس أحيانًا للتخلص منها، يؤدي إلى تلوث الهواء بانبعاثات خطيرة، ويؤثر سلبًا على صحة الإنسان والحيوان، فضلًا عن تهديده للغطاء النباتي المجاور.

وشددت على ضرورة توعية المزارعين بالبدائل الحديثة للتعامل مع المخلفات، بما في ذلك أجهزة التدوير المحمولة، أو التعاون مع الجهات المختصة التي توفر خدمات تحويل المخلفات إلى أسمدة.

ودعت الوزارة جميع المزارعين إلى المبادرة بالاستفادة من هذه المخلفات، وعدم تركها تتراكم داخل المزارع، معتبرة ذلك خطوة أساسية في طريق تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه جهود المملكة لتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة، في ظل رؤية 2030 التي تضع الأمن البيئي والتوازن الطبيعي ضمن ركائزها الرئيسية.

وتؤكد وزارة البيئة والمياه والزراعة التزامها بمواصلة العمل مع المزارعين، وتوفير الإرشاد والدعم الفني، بهدف رفع كفاءة القطاع الزراعي وتقليل تأثيراته البيئية السلبية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار