بعد طول انتظار وترقب، انطلقت اليوم الخميس شرارة البداية الفعلية لحقبة جديدة في تاريخ نادي النصر، حيث قاد المدير الفني البرتغالي المخضرم، جورجي جيسوس، أولى تدريبات الفريق الأول لكرة القدم، معلنًا عن بدء مرحلة الجد والعمل استعدادًا لموسم لا يقبل أنصاف الحلول.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
ولم تكن هذه الحصة التدريبية مجرد بداية روتينية، بل كانت بمثابة رسالة واضحة من المدرب البرتغالي، الذي اشتهر بصرامته التكتيكية واهتمامه بأدق التفاصيل، حيث تم التركيز في اليوم الأول على الجوانب الطبية والبدنية، لوضع حجر الأساس لموسم طويل وشاق.
وقد أعلن المركز الإعلامي للنادي، أن برنامج اليوم الأول قد بدأ بتقسيم اللاعبين الحاضرين إلى ثلاث مجموعات، خضعت جميعها لفحوصات طبية دورية وشاملة، وهي خطوة علمية تهدف إلى تقييم الحالة الصحية والبدنية لكل لاعب بعد فترة الإجازة الطويلة.
وعقب الفحوصات الطبية، عقد المدرب جورجي جيسوس اجتماعًا تحضيريًا مع اللاعبين، شرح خلاله فلسفته التدريبية، والمنهجية التي سيعمل بها، والضوابط التي لن يتهاون في تطبيقها، ليضع بذلك النقاط على الحروف، ويرسم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة.
وانتقل الفريق بعد ذلك إلى أرض الملعب، حيث خاض اللاعبون تدريبات لياقية مكثفة، واختبارات بدنية متنوعة، والتي من المقرر أن تستمر على مدار الأيام الثلاثة المقبلة، في دلالة على أن جيسوس يضع الجانب البدني كأولوية قصوى في بداية فترة الإعداد.
وفي سياق متصل، أوضح النادي أن القائمة لم تكتمل بعد، حيث سينضم ثمانية لاعبين آخرين إلى تدريبات الفريق خلال المعسكر الخارجي الذي سيقام في النمسا، وذلك بعد أن حصلوا على موافقة مسبقة من الجهاز الفني لتمديد إجازاتهم.
وتضم قائمة اللاعبين الذين سيلتحقون بالمعسكر الخارجي، النجم العالمي كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى كل من نواف العقيدي، ونواف بوشل، وسالم النجدي، وعبدالإله العمري، وعلي الحسن، وأيمن يحيى، والوافد الجديد محمد سيماكان.
إن غياب هذه الأسماء الهامة عن انطلاقة التدريبات في الرياض، يعني أن المعسكر الخارجي في النمسا، سيكون هو المحطة التي ستشهد اكتمال نصاب الفريق، وبدء المرحلة الحقيقية من الإعداد الفني والتكتيكي، بعد أن يكون المدرب قد كون فكرة كاملة عن الحالة البدنية لجميع لاعبيه.
وتعقد جماهير النصر آمالاً عريضة على "الداهية" البرتغالية، الذي يعود إلى الملاعب السعودية محملاً بتاريخ حافل بالإنجازات، وتجربة سابقة ناجحة مع الغريم التقليدي الهلال، وتنظر إليه على أنه القائد القادر على إعادة "العالمي" إلى منصات التتويج.
إن المهمة التي تنتظر جيسوس ليست سهلة على الإطلاق، فهو مطالب بإعادة بناء فريق قوي ومنسجم، وقادر على المنافسة بقوة على أربع جبهات محلية وقارية، وهو تحدٍ كبير يتطلب عملاً جبارًا، يبدو أنه قد بدأ بالفعل منذ الدقيقة الأولى.
ويترقب الشارع الرياضي الآن ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، من قرارات فنية تتعلق باللاعبين الحاليين، بالإضافة إلى الصفقات الجديدة التي من المتوقع أن يطلبها المدرب، لتدعيم بعض المراكز التي قد يرى أنها بحاجة إلى تعزيز.
في المحصلة النهائية، لم تكن تدريبات اليوم مجرد حصة لياقية، بل كانت إعلانًا رسميًا عن انطلاق "مشروع جيسوس" في النصر، وهو مشروع يرتكز على الانضباط، والعمل البدني الشاق، والتخطيط العلمي، بهدف بناء فريق لا يقهر، قادر على تحقيق أحلام جماهيره.