نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة في إنقاذ شاب يبلغ من العمر 28 عامًا من بتر كامل لذراعه الأيسر بعد إصابة معقدة كادت أن تنهي على يده بنسبة قطع بلغت 90% نتيجة حادث عمل مؤلم تعرض له أثناء استخدام منشار كهربائي.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وكان الشاب قد وصل إلى طوارئ المستشفى بحالة حرجة للغاية بعدما تسبب الحادث في تهتك شديد أسفل مفصل الكوع مع نزيف حاد وخسارة كبيرة في الدم وسط تهتك كامل بالأوعية الدموية والأعصاب والأوتار والعضلات في الذراع المصاب.
فور استقباله بادر الفريق الطبي بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة حيث تم إنعاش المصاب سريعًا وتعويض كمية الدم المفقودة من خلال وحدات دم تم تزويده بها مع السيطرة على النزيف الحاد الذي كاد أن يودي بحياته.
بالتوازي مع تلك الإجراءات العاجلة تم تشكيل فريق طبي متخصص ضم عددًا من الاستشاريين في جراحة العظام والأوعية الدموية والتجميل بهدف إنقاذ الذراع من البتر عبر عملية جراحية طارئة.
قاد الفريق د. عبدالرحمن بدوي استشاري جراحة العظام واستبدال المفاصل والطب الرياضي والكسور إلى جانب د. أشرف الشباطات استشاري جراحة الأوعية الدموية والدكتورة لينا عواد استشارية جراحة التجميل والترميم وجراحة اليد والجراحة المجهرية.
لم يمض وقت طويل حتى تم نقل المصاب إلى غرفة العمليات حيث باشر الفريق عملية معقدة استمرت قرابة خمس ساعات ركزوا خلالها على إعادة التروية الدموية للذراع لمنع موت الأنسجة واستعادة الدورة الدموية.
بدأ د. عبدالرحمن بدوي بعلاج الكسور التي لحقت بالعظام بالإضافة إلى معالجة العضلات والأوتار المتضررة في خطوة أولى وأساسية لتثبيت واستقرار حالة الذراع.
تولى بعد ذلك د. أشرف الشباطات مهمة إصلاح الشريان المتضرر الذي تعرض لتهتك شديد عبر زراعة وريد تم أخذه من قدم المصاب ليحل مكان الشريان المتهتك كما قام بإصلاح الوريد لضمان عودة الدم الوريدي من اليد إلى القلب.
وفي الخطوة الأخيرة تولت د. لينا عواد مهمة ترميم الأعصاب المتضررة مع إعادة إصلاح الأوتار والعضلات الدقيقة باستخدام تقنيات الجراحة المجهرية إلى جانب معالجة الجروح عن طريق جهاز الضغط السلبي الذي يساعد في تسريع التئام الأنسجة.
انتهت العملية بنجاح لافت وسط إشادة كبيرة من الفريق الطبي الذي اعتبرها من العمليات المعقدة التي تطلبت تكاملًا بين مختلف التخصصات والخبرات الطبية داخل المستشفى.
تم نقل المصاب بعد العملية إلى غرفة التنويم حيث قضى نحو ثمانية أيام تحت عناية طبية مشددة شهدت تحسنًا ملحوظًا في حالته الصحية مع بدء استعادة القدرة على تحريك اليد والأصابع بشكل تدريجي.
وأفاد الفريق المعالج أن التوقعات تشير إلى إمكانية استعادة المصاب جزءًا كبيرًا من وظائف اليد مع استمرار التأهيل والعلاج الطبيعي الذي من المنتظر أن يخضع له خلال الفترة القادمة.
أوضح د. أشرف الشباطات أن العملية رغم تعقيدها تم تنفيذها وفق أعلى المعايير بفضل توافر الكفاءات الطبية المتخصصة في المستشفى إلى جانب التجهيزات الطبية المتقدمة التي ساعدت في إنجاح التدخل الجراحي.
وأكد د. الشباطات أن سرعة وصول المصاب إلى المستشفى وتوافر الفريق الجراحي المتكامل كانا عاملين حاسمين في إنقاذ الذراع من البتر الكامل مضيفًا أن كل دقيقة كانت فارقة في تحديد مصير اليد المصابة.
من جهتها أشارت د. لينا عواد إلى أن نجاح إعادة التروية الدموية وترميم الأعصاب والأوتار يمثل خطوة مهمة في طريق استعادة اليد لوظيفتها بشكل طبيعي خلال الفترة القادمة مع استكمال مراحل العلاج.
وشدد د. عبدالرحمن بدوي على أهمية الوعي بإجراءات السلامة في أماكن العمل خاصة عند استخدام المعدات الحادة والخطرة التي قد تسبب حوادث مشابهة يكون ضحيتها في الغالب العمالة الشابة.
تعكس هذه العملية الإمكانيات العالية التي يمتلكها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب سواء من حيث الكوادر البشرية أو التجهيزات التي تجعل المستشفى قادرًا على التعامل مع أدق الحالات الطارئة والمعقدة.
وتأتي هذه الحالة لتسلط الضوء على أهمية التدخل الجراحي السريع والمتخصص في مثل هذه الإصابات التي تتطلب تكاملًا بين تخصصات متعددة لضمان أفضل النتائج العلاجية الممكنة.