لا تزال أصداء التغييرات الإدارية في نادي الهلال تثير جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي السعودي، بعدما تزايدت المؤشرات حول رحيل المدير التنفيذي للنادي فهد المفرج، في خطوة مفاجئة تسبق انطلاق الموسم الجديد وسط ترقب جماهيري كبير.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأكدت مصادر قريبة من النادي أن فهد المفرج قد اتخذ قراره النهائي بعدم الاستمرار في منصبه التنفيذي، حيث أخطر الإدارة برغبته في الرحيل خلال الأيام القليلة الماضية رغم المحاولات السابقة لإقناعه بالبقاء لموسم إضافي.
ورغم ما تردد في الأيام الماضية عن وجود ضغوط من رئيس النادي فهد بن نافل على المفرج للعدول عن قراره، فإن الإعلامي معن القويعي كشف أن بن نافل لم يتدخل مطلقًا لإجباره على الاستمرار، مؤكدًا احترامه الكامل لقراره الشخصي.
وساهم هذا الموقف في نفي الشائعات التي تحدثت عن توتر بين الطرفين في الكواليس الإدارية، حيث أشار القويعي إلى أن العلاقة بين بن نافل والمفرج ما تزال قائمة على التقدير المتبادل والتفاهم بعيدًا عن أي تصعيد.
وتعرض فهد المفرج خلال الأشهر الماضية لسلسلة من الانتقادات الحادة من الجماهير ووسائل الإعلام، وذلك بسبب التراجع الملحوظ في أداء الهلال على المستويين المحلي والدولي إلى جانب قرارات إدارية أثارت الجدل داخل النادي.
وواجه المفرج ضغوطًا كبيرة خلال الموسم الماضي عقب الخروج المبكر من بعض البطولات المهمة، فضلًا عن ما وُصف بالتباطؤ في اتخاذ قرارات فنية وإدارية مؤثرة ساهمت في اهتزاز صورة الفريق فنيًا في لحظات حاسمة.
وبالرغم من الدعم الإداري الذي تلقاه من إدارة النادي، إلا أن المفرج شعر أن الوقت قد حان لترك منصبه وفتح المجال لدماء جديدة تقود المشروع الهلالي، خاصة في ظل التغييرات الفنية المرتقبة استعدادًا للموسم المقبل.
يُعد المفرج من الأسماء البارزة إداريًا في الهلال، حيث لعب دورًا محوريًا في تحقيق العديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية، لكن طبيعة الضغوطات داخل نادٍ بحجم الهلال قد تدفع المسؤولين في لحظة ما لاتخاذ قرارات صادمة.
وعلى الجانب الفني، تعاقد الهلال مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي في خطوة هدفها إعادة ترتيب أوراق الفريق وبدء مرحلة جديدة أكثر استقرارًا وانضباطًا على مستوى الأداء داخل المستطيل الأخضر والمنافسة على كافة البطولات.
وجاء تعيين إنزاغي بعد تقييم شامل للموسم الماضي الذي شهد تذبذبًا في النتائج، ما دفع الإدارة إلى إجراء سلسلة تغييرات شملت الطاقم الفني وبعض المراكز في الفريق الأول، استعدادًا لخوض تحديات قوية أبرزها دوري أبطال آسيا.
وكان المدرب الإيطالي قد قاد الهلال بالفعل في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث أظهر الفريق ملامح جديدة من التنظيم والانضباط التكتيكي رغم قصر الفترة التي سبقت مشاركته في البطولة، ما أعطى أملًا لجماهير الزعيم بعودة الفريق القوية.
في الوقت نفسه تعمل الإدارة على إغلاق بعض الملفات الداخلية المهمة، وفي مقدمتها الهيكلة الإدارية التي قد تشهد تعيين بديل للمفرج في حال تأكدت استقالته بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة قبل انطلاق الموسم.
ويُنتظر أن تعلن إدارة الهلال عن موقفها النهائي من استقالة المفرج فور الانتهاء من الاجتماعات الداخلية الجارية، والتي تهدف إلى تقييم المرحلة المقبلة وتحديد هوية المرشح الأنسب لشغل هذا المنصب الحساس في النادي.
من ناحية أخرى، تتواصل تحركات الهلال على صعيد سوق الانتقالات الصيفية، حيث أبرم النادي أكثر من صفقة مؤثرة لتعزيز خطوطه المختلفة، في وقت تسعى فيه الإدارة لتوفير كل الدعم الفني والمالي للجهاز الفني الجديد.
وتترقب جماهير الهلال مستجدات الوضع الإداري والفني وسط حالة من القلق والترقب، خاصة في ظل تطلعاتها لموسم قوي يعود فيه الفريق إلى منصات التتويج المحلية والقارية، في وقت لا تتحمل فيه الجماهير أي إخفاقات إضافية.
