بدأت صباح اليوم في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بمدينة الرياض عملية فصل التوأم السيامي السوري "سيلين وإيلين" وسط متابعة إعلامية واهتمام طبي كبير نظراً للطبيعة المعقدة للجراحة التي تستغرق عدة ساعات.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
تُجرى العملية ضمن سلسلة من النجاحات الطبية التي حققتها المملكة في مجال فصل التوائم السيامية إذ تشارك في هذه العملية فريق طبي متخصص مكوّن من 24 طبيبًا وفنيًا من مختلف التخصصات.
ويُعد هذا التدخل الجراحي جزءًا من مبادرات برنامج فصل التوائم السيامية الذي يُشرف عليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة في المملكة.
بحسب ما أوردته قناة الإخبارية فإن الفريق الطبي بدأ المراحل الأولية من الجراحة في ساعات الصباح الأولى ومن المتوقع أن تستمر لمدة 9 ساعات متواصلة وفقًا للخطة العلاجية المعتمدة.
يتكون الفريق من نخبة من الجراحين والاستشاريين المتخصصين في جراحة الأطفال والتخدير والتجميل والعناية المركزة وقد تم التحضير للعملية على مدى أسابيع من خلال فحوصات دقيقة وتقنيات متقدمة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة أن العملية تسير بسلاسة حتى الآن بفضل الترتيبات الدقيقة والدعم المستمر من قيادة المملكة التي تولي مثل هذه الحالات الإنسانية اهتمامًا كبيرًا.
أوضح المتحدث أن الدعم الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد كان له أثر كبير في تعزيز قدرات المملكة الطبية في هذا النوع من العمليات النادرة والتي تتطلب كفاءات عالية وتجهيزات دقيقة.
وأشار إلى أن هذه الجراحة ترفع عدد الحالات التي تعامل معها الفريق الطبي السعودي إلى مستوى جديد حيث بلغ إجمالي عدد التوائم السيامية الذين تم تقييمهم أو فصلهم على يد الفريق أكثر من 130 حالة.
تُعد حالة التوأم "سيلين وإيلين" من الحالات المعقدة حيث يلتصق التوأمان في منطقة أسفل الصدر والبطن وتشتركان في عدد من الأعضاء الحيوية مما تطلب تخطيطًا دقيقًا لتفادي أي مضاعفات محتملة.
سبق للفريق الطبي أن أجرى العديد من العمليات المشابهة التي انتهت بنجاح تام مما يعزز ثقة ذوي التوأم السوري بالكفاءة الطبية التي توفرها المملكة وتقدمها في مجالات الجراحة الدقيقة.
وقد خضع التوأم لفحوصات متكاملة شملت التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والتحاليل المخبرية المكثفة لتحديد تفاصيل الارتباط بينهما وتقييم فرص النجاح في عملية الفصل.
تلعب التجهيزات المتطورة في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال دورًا محوريًا في دعم جهود الفريق الطبي إذ جُهزت غرف العمليات بأحدث أجهزة المراقبة والتصوير والتخدير لضمان أعلى درجات الأمان.
جذبت العملية اهتمامًا إنسانيًا كبيرًا من داخل المملكة وخارجها إذ تشكل دليلاً جديدًا على التزام السعودية بمبادرات الرعاية الطبية العالمية واستجابتها الفعالة لحالات طبية معقدة من مختلف الدول.
ومع استمرار الجراحة يبقى الترقب حاضرًا لمعرفة نتائج العملية حيث يأمل الجميع أن تكلل الجهود الطبية بالنجاح الكامل وأن تبدأ "سيلين وإيلين" مرحلة جديدة من الحياة بعيدًا عن الالتصاق الجسدي.