في خطوةٍ تاريخيةٍ تُجسد ريادة المملكة العربية السعودية في مجال الاستدامة ومكافحة التغير المناخي، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، تشغيل أول وحدة اختبار لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرةً.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وذلك بعد تركيبها داخل مرافق مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" في الرياض، هذه المبادرة تأتي بالشراكة مع شركة كلايموركس الرائدة عالمياً في هذا المجال، مما يُشكل نقلةً نوعيةً في جهود المملكة لتحقيق أهدافها المناخية الطموحة، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى التزام المملكة بالحلول المبتكرة.
وقد بدأت الوحدة المتنقلة عملها فعلياً، حيث تقوم بالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرةً، هذا الإنجاز يُؤكد فعالية هذه التقنية الرائدة حتى في الظروف المناخية الحارة والجافة التي تتميز بها المملكة، مما يُعد تحدياً كبيراً لهذه التقنيات، لكن نجاح التجربة يُبشر بآفاقٍ واسعةٍ لتطبيقها في مناطق أخرى، و يُظهر مدى قدرة المملكة على تكييف التكنولوجيا الحديثة.
ويعكس هذا الإطلاق ريادة المملكة في مجال الاقتصاد الدائري للكربون، وهو نموذج يُركز على تقليل الانبعاثات، وإعادة استخدام الكربون، وتحويله إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، كما يؤكد حرص المملكة على تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرةً لتحقيق أهدافها المناخية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وإستراتيجياتها الوطنية، التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام، ويُقدم ذلك دليلاً على مدى التزام المملكة برؤيتها الطموحة، و يُظهر مدى تأثير ذلك على التنمية.
ويُعد تشغيل الوحدة خطوة مهمة في دعم جهود المملكة لتطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، لا سيما في مجال التقاط الكربون من الهواء مباشرةً، هذا المشروع الطموح يهدف أيضاً إلى تقييم النظام في ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة مرتفعة، تختلف عن المناخات الباردة التي تعمل فيها الوحدة عادةً مثل أيسلندا، مما سيُقدم هذه التجربة رؤى مهمة حول إمكانية تطبيق هذه التقنية في مناطق أخرى من المملكة، وفي بيئات مناخية مشابهة حول العالم، مما يُعزز من انتشارها، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية التجربة، و يُظهر مدى تأثيرها على العالم.
كما تعكس استضافة الوحدة داخل مرافق "كابسارك" دور المركز بصفته جهة فكرية رائدة في قطاع الطاقة في المملكة، وأحد المساهمين الرئيسيين في تطوير إستراتيجيات المناخ وإدارة الكربون على المستوى الوطني، هذا الدور يُبرز مكانة "كابسارك" كمركزٍ للبحوث والدراسات، وقدرته على قيادة الابتكار في مجال الطاقة، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المركز في تحقيق أهداف المملكة، و يُظهر مدى تأثيره على القطاع.
ويمتلك مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" خبرة واسعة في مجال التقاط الكربون والنمذجة التقنية والاقتصادية وتحليل سياسات المناخ، مما جعله الشريك الأمثل لهذه التجربة الرائدة، هذه الخبرة المتراكمة تُمكن "كابسارك" من تقديم حلول مبتكرة، ودعم الجهود الوطنية في مكافحة التغير المناخي، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى كفاءة المركز، و يُظهر مدى تأثيره على هذا المجال.
وتُمكن هذه المقومات المملكة من قيادة جهود إزالة الكربون على نطاق صناعي وبتكاليف مجدية، بما يُعزز مساهمتها في تحقيق أهدافها المناخية طويلة المدى، هذا الدور القيادي يُبرز التزام المملكة بالحلول الفعالة والمستدامة، ويُمكنها من تحقيق الحياد الصفري، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى طموح المملكة.
وجاء تركيب الوحدة في إطار مبادرة دراسة جدوى أوسع أُطلقت بموجب مذكرة تفاهم وُقّعت خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء في ديسمبر 2024، هذه المبادرة تهدف إلى توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون في المملكة، دعمًا لطموحها نحو الوصول إلى الحياد الصفري، مما يُشكل خطوةً مهمةً نحو مستقبلٍ خالٍ من الانبعاثات، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى حرص المملكة على تحقيق أهدافها.
وأظهرت هذه الشراكة ما تتمتع به المملكة من إمكانات اقتصادية في توطين تقنيات التقاط الكربون من الهواء مباشرةً، بفضل وفرة مصادر الطاقة المتجددة، وبنية تحتية عالمية، وموقع إستراتيجي متميز، مما يجعلها مركزاً رائداً في تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرةً، هذا الموقع الاستراتيجي يُمكن المملكة من أن تكون جسراً بين القارات، و مركزاً عالمياً للتقنيات الخضراء، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى قوة المملكة.
من خلال قدرتها على توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون على نطاق صناعي وبتكلفة مجدية، والاستفادة من وفرة موارد الطاقة، تُسهم المملكة في تحقيق أهدافها المناخية نحو تحقيق الحياد الصفري، هذا النجاح يُعد دليلاً على مدى التزام المملكة بالاستدامة، و يُظهر مدى تأثير ذلك على البيئة.
ويُعد نجاح التجربة خطوة مهمة تتخذها المملكة لتطوير حلول متقدمة لإدارة الكربون، فقد أعلنت المملكة عن طموحها في التقاط واستخدام ما يصل إلى 44 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2035، من خلال تطوير مراكز كبرى لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، في كل من المناطق الشرقية والغربية، وتهدف هذه المراكز إلى تجميع الانبعاثات الصناعية لإعادة استخدام الكربون وتحويله إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، كما تواصل الدراسة المتعلقة بتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرةً تقييم إمكانية توطين المواد والمكونات الأساسية، ما يعزز فرص تطوير سلسلة إمداد محلية، ويعكس هذا التوجه الدور الريادي للمملكة في توسيع نطاق استخدام التقنيات التي تسهم في خفض الانبعاثات، مع دعم الابتكار الصناعي وتعزيز التنويع الاقتصادي.