لعبت إدارة نادي النصر السعودي دورًا نشطًا خلال الميركاتو الصيفي الحالي، في سبيل تعزيز صفوف الفريق الأول لكرة القدم، خصوصًا في الخط الدفاعي، وذلك بعد موسم مخيب للآمال خالٍ من الألقاب والإنجازات، شهد تراجعًا ملحوظًا في الأداء، وانتهى بعدم التأهل إلى بطولة النخبة الآسيوية، ما دفع الإدارة إلى البحث عن حلول عاجلة تعيد للفريق توازنه.
إقرأ ايضاً:راحة مؤقتة تكلف حياتك.. تحذير عاجل من طقطقة الرقبة العنيفة التي تضغط على الشرايين الحساسة"أمن سيبراني" لـ 200 موظف وموظفة في عسير.. التدريب التقني والمهني يطلق مبادرة جديدة
وقد حدد النصراويون هدفًا دفاعيًا من العيار الثقيل، تمثّل في الكوري الجنوبي كيم مين جاي، مدافع نادي بايرن ميونخ الألماني، الذي يُعتبر أحد أبرز المدافعين في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، حيث كشفت تقارير صحفية، أبرزها ما أورده الإعلامي الرياضي الفرنسي "سانتي أونا"، عن استمرار المحادثات بين إدارة النصر ووكيل أعمال اللاعب منذ يونيو الماضي، وسط اهتمام متبادل من الطرفين.
اللافت أن كيم أبدى حماسًا كبيرًا لفكرة اللعب في دوري روشن السعودي، والتواجد ضمن مشروع النصر، إلا أن المفاوضات لم تصل إلى مرحلة الاتفاق الرسمي بعد، في ظل وجود تعقيدات تتعلق ببنود التعاقد وقيمة الصفقة، التي تُقدّر بنحو 50 مليون يورو، وهو ما دفع مسؤولي النصر إلى وضع بدائل استراتيجية تحسّبًا لفشل الصفقة.
من بين هذه البدائل، برز اسم المدافع الإسباني باو توريس، لاعب أستون فيلا الحالي، والذي يمتلك تجربة غنية في الدوريين الإسباني والإنجليزي، حيث انضم إلى الفريق الإنجليزي في صيف 2023 قادمًا من فياريال، ويُعد من الركائز الأساسية في الخط الخلفي لفريقه. ويبدو أن النصر يضع خطة مزدوجة لضمان التوقيع مع أحد النجمين، وفقًا للسيناريو الأكثر قابلية للتنفيذ ماديًا وفنيًا.
إحصائيًا، قدّم كيم مين جاي موسمًا جيدًا مع بايرن ميونخ، حيث شارك في 79 مباراة منذ انضمامه للفريق البافاري في صيف 2023، سجل خلالها 4 أهداف وصنع تمريرتين حاسمتين، ما يؤكد قيمته الدفاعية وقدرته على صنع الفارق في الخط الخلفي. كما يتميز بالقوة البدنية والسرعة والقدرة على اللعب تحت الضغط، وهي صفات يفتقدها دفاع النصر في الوقت الحالي.
إدارة النصر تبدو مصمّمة على عدم تكرار إخفاقات الموسم الماضي، وتسعى لبناء فريق قادر على المنافسة على جميع البطولات، خاصة مع اقتراب انطلاق موسم 2025-2026، الذي يبدأ بموقعة نارية أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، إلى جانب طموحات الفريق في المنافسة على دوري روشن، وكأس خادم الحرمين الشريفين، والسوبر المحلي.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الصفقتين الدفاعيتين، يعيش النصر فترة تحضيرية مكثفة بعد نقل معسكره الخارجي إلى البرتغال، بتدخل مباشر من الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي ساهم بعلاقاته القوية مع الاتحاد البرتغالي في تأمين منشآت تدريبية على أعلى مستوى، ما ساعد الفريق على تجاوز عقبة الطقس السيئ في معسكر النمسا الذي أُلغي مؤخرًا.
الرهان الآن يتمحور حول قدرة إدارة النصر على حسم واحدة من صفقتي الدفاع، سواء الكوري مين جاي أو الإسباني باو توريس، قبل إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية، لتأمين استقرار دفاعي يدعم خطط المدرب جورج جيسوس، ويمنح الفريق قاعدة صلبة للانطلاق نحو موسم استثنائي يعيد الفريق إلى منصات التتويج بعد غياب طال أكثر من عام.
وفي ظل تعقيدات السوق، وارتفاع أسعار اللاعبين، تبقى الكلمة الأخيرة للمرونة المالية والقدرة التفاوضية، في وقت يدرك فيه النصراويون أن أي تقصير في ملف التعاقدات سيعيد سيناريو الموسم الماضي، وهو ما لا تحتمله جماهير "العالمي" المتعطشة للبطولات، خاصة في وجود أسماء بحجم كريستيانو رونالدو وساديو ماني وبروز عناصر محلية واعدة.
وبينما تستمر المفاوضات خلف الكواليس، ينتظر عشاق النصر الإعلان الرسمي عن صفقة دفاعية قوية تليق بطموحات النادي، وتكون بمثابة أولى الخطوات الجادة نحو إعادة بناء فريق ينافس بقوة محليًا وخارجيًا، ويعيد الهيبة لـ"فارس نجد" في ميادين الكرة الآسيوية والعالمية.
