اتجه نادي النصر السعودي إلى خطوة غير معتادة ضمن تحضيراته للموسم الجديد، باختياره مركز تدريبات منتخب البرتغال كمقر مؤقت لتجمع الفريق، في الفترة من 31 يوليو وحتى 4 أغسطس، بعد مغادرته معسكر النمسا الذي احتضن استعداداته السابقة، وذلك عقب فوزه على نادي تولوز الفرنسي في ختام معسكره الأوروبي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وجاء في بيان رسمي صادر عن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، أن اختيار النصر للتدرب في مقر المنتخب الوطني البرتغالي جاء نتيجة "العلاقة الرائعة التي تجمع بين بيدرو بروينسا رئيس الاتحاد، والمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، والنجم كريستيانو رونالدو"، ما أسهم في تسهيل الاتفاق وفتح أبواب المجمع الرياضي أمام الفريق السعودي.

ويحمل هذا التعاون دلالات عميقة، تتجاوز الجوانب الفنية، إذ يُعد تجسيدًا للعلاقات الممتدة بين الكرة السعودية والبرتغالية، خاصة في ظل تصاعد حضور اللاعبين والمدربين البرتغاليين في دوري روشن السعودي، وفي مقدمتهم رونالدو الذي أصبح أحد أبرز رموز المرحلة الجديدة في النصر والدوري عامة.

ويُعد مركز تدريبات المنتخب البرتغالي واحدًا من أفضل المجمعات الرياضية في أوروبا، ويتميز بمرافقه الحديثة عالية المستوى، ما يمنح النصر بيئة مثالية لتعزيز جاهزيته البدنية والتكتيكية، قبل الدخول في منافسات الموسم المقبل، الذي يتوقع أن يشهد صراعًا محتدمًا بين كبار أندية الدوري.

وكان النصر قد حقق فوزًا معنويًا مهمًا في مباراته الودية الأخيرة، على حساب نادي تولوز الفرنسي بنتيجة 2-1، وهو ما أعاد الثقة بعد سلسلة من المباريات التحضيرية المتباينة، وأظهر فيه اللاعبون المنضمون حديثًا إشارات إيجابية، خصوصًا الوافدين الجدد الذين جلبوا زخمًا فنيًا للفريق.

وفي مقدمة التعاقدات الصيفية، جاء النجم البرتغالي جواو فيليكس، في صفقة مثيرة أثارت اهتمام المتابعين، إلى جانب ضم المدافع السعودي نادر الشراري، والمهاجم الصاعد عبدالملك الجابر، في مسعى لإعادة بناء الفريق بصورة أكثر توازنًا تجمع بين الخبرة والموهبة الشابة.

وتسعى إدارة نادي النصر، برئاسة مسلي آل معمر، إلى تحقيق طموحات الجماهير المتعطشة للبطولات، عبر توفير أفضل السبل الفنية والمعسكرات عالية الجودة، إلى جانب صفقات نوعية قادرة على صنع الفارق، سواء محليًا أو قاريًا، خصوصًا مع استحقاقات دوري أبطال آسيا ومنافسات الدوري الممتاز.

ويأتي هذا المعسكر البرتغالي في توقيت حاسم ضمن برنامج الإعداد البدني والتكتيكي الذي حدده الجهاز الفني بقيادة جيسوس، إذ يُتوقع أن يشهد مباريات تطبيقية ومراجعة لخيارات التشكيلة الأساسية، قبل العودة للمملكة للدخول في المرحلة الأخيرة من الاستعدادات.

وتواصل جماهير النصر تفاعلها المكثف مع كل خطوات الفريق، حيث حظي خبر إقامة المعسكر في البرتغال بترحيب واسع، واعتُبر مؤشرًا على تطور الفكر الإداري والتدريبي، الذي بات يبحث عن جودة التجهيز لا عن الكم فقط، وسط حالة من الترقب للموسم الجديد الذي يراهن فيه النادي على حصد الذهب.