شهدت مباراة النصر الودية أمام تولوز الفرنسي في معسكر الفريق المقام حاليًا في النمسا الظهور الأول للبرتغالي جواو فيليكس بقميص العالمي، وسط ترقب جماهيري كبير لصفقة اعتُبرت واحدة من أكثر التحركات جدلًا في ميركاتو الصيف الحالي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وجاء التعاقد مع فيليكس ليكون بمثابة فرصة أخيرة للنجم البرتغالي لإعادة تقديم نفسه على الساحة العالمية بعد سلسلة من التجارب التي لم تحقق له النجومية المنتظرة، رغم ما يمتلكه من مهارات فنية وموهبة جعلت منه أحد أبرز الوجوه في بداياته.
ومع بداية ظهوره بقميص النصر، انقسمت ردود الفعل في أوساط جماهير النادي بين متفائل ينتظر بزوغ موهبة جديدة في دوري روشن، ومتشائم يستند إلى تاريخ اللاعب القصير مع الأندية الأوروبية الكبرى، والذي لم يخلُ من التراجع والإخفاق.
وعبّر قطاع واسع من جمهور النصر على وسائل التواصل الاجتماعي عن شكوكهم في مدى نجاح الصفقة، مشيرين إلى أن فيليكس لم يثبت نفسه حتى الآن في أي من الفرق التي لعب لها، سواء في الدوري الإسباني أو الإنجليزي.
وشارك فيليكس في السنوات الماضية مع أندية كبرى مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة في إسبانيا، إلى جانب تجربة قصيرة مع تشيلسي الإنجليزي، دون أن ينجح في حجز مكان دائم في التشكيلة الأساسية أو أن يصنع الفارق في المباريات الكبرى.
ويرى البعض أن الصفقة تنطوي على مخاطرة كبيرة من جانب إدارة النصر، في وقت تبحث فيه عن تدعيم الفريق بعناصر حاسمة تضمن المنافسة على البطولات محليًا وقاريًا، وسط ارتفاع مستوى التحدي في الدوري السعودي.
وتبدو تجربة النصر مع فيليكس مختلفة من حيث البيئة التنافسية ونمط اللعب، وهو ما قد يكون فرصة للاعب لإعادة اكتشاف نفسه، إلا أن جماهير النادي تعلم أن عامل الوقت لا يصب في صالحه، خصوصًا مع ضغط التوقعات العالي.
قبل إعلان صفقة انتقاله إلى النصر، كان فيليكس قريبًا من العودة إلى ناديه السابق بنفيكا، غير أن تراجع مستواه مؤخرًا أدى إلى فتور المفاوضات، بل وتعرض لانتقادات لاذعة من الصحافة البرتغالية التي شككت في مستقبله الرياضي.
الانتقادات التي طالت اللاعب لم تكن جديدة، فقد لاحقته منذ فترته مع أتلتيكو مدريد، حيث لم يتمكن من الانسجام مع أسلوب المدرب دييغو سيميوني، وواجه صعوبات في التأقلم مع طبيعة اللعب الدفاعي والاعتماد على التحولات.
ويُدرك فيليكس أن خياره في الانضمام إلى النصر قد يكون مفصلًا في مسيرته، إذ يضعه أمام فرصة لإثبات جدارته في دوري يتجه بسرعة نحو العالمية، ويمتلك نجومًا بارزين في مراكز مختلفة من بينهم كريستيانو رونالدو زميله الحالي.
ويراهن مدرب النصر على أن البيئة الجديدة قد تمنح فيليكس فرصة للعب بحرية أكبر، بعيدًا عن الضغوط الأوروبية المعروفة، إضافة إلى أنه سيكون محاطًا بلاعبين ذوي خبرة مثل بروزوفيتش وأيمن يحيى وتاليسكا.
وتتوقع جماهير النصر أن يُمنح اللاعب الوقت الكافي للتأقلم، إلا أن جزءًا من القاعدة الجماهيرية لا يخفي قلقه من أن تكون الصفقة تكرارًا لتجارب نجوم لم يتأقلموا في الدوري السعودي وغادروا دون ترك بصمة حقيقية.
تاريخ فيليكس لا يحتوي على لحظة فارقة أو مباراة كبيرة يمكن اعتبارها محطة حاسمة في مشواره، وهو ما يجعل سقف التوقعات أكثر حذرًا هذه المرة، رغم ما يتمتع به اللاعب من إمكانيات عالية تظهر على فترات متقطعة فقط.
ويرى محللون أن نجاح اللاعب في النصر يعتمد على استقراره الذهني واندماجه في أسلوب اللعب الجماعي، أكثر من اعتماده على المهارات الفردية، خاصة مع وجود منظومة فنية تُركّز على اللعب السريع والتحول الهجومي.
صفقة جواو فيليكس بالنسبة للنصر قد تكون فرصة ذهبية لصناعة نجم جديد قادر على صناعة الفارق في المنافسات المقبلة، لكنها في ذات الوقت تظل مغامرة محفوفة بالأسئلة حول مدى قدرة اللاعب على تحمل الضغط والارتقاء لمستوى التحدي.
ويبقى الرهان معلقًا على قدرة الجهاز الفني في توظيف اللاعب بالشكل الأمثل، وعلى رغبة فيليكس الشخصية في استغلال هذه الفرصة لتغيير مسار مسيرته، في نادٍ يبحث عن البطولات ولا ينتظر كثيرًا لإثبات الجدارة.