نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة في إجراء عملية دقيقة لاستئصال ورم سرطاني نادر بعظمة الترقوة بطول 7 سم، وذلك لمراجع في الأربعين من عمره كان يعاني من تورم وآلام مزمنة أعلى الصدر.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
أوضح الدكتور أنس نوح، استشاري جراحة العظام والمفاصل الحاصل على الزمالة الكندية في جراحة أورام العظام والأنسجة، أن المريض وصل للعيادة وهو يشكو من انتفاخ متزايد وآلام مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وبعد أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري، تبين أن الأعراض تتفاقم يوميًا حتى باتت تعيق المريض عن أداء نشاطاته اليومية وتؤثر على جودة حياته بشكل واضح مما تطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
أُجريت للمريض سلسلة من الفحوصات الدقيقة شملت التصوير بالرنين المغناطيسي وتحاليل مخبرية موسعة إضافة إلى أخذ خزعة من الورم لتحليل طبيعتها، وأظهرت النتائج وجود ورم خبيث من نوع الساركوما.
تبيّن أن الورم متمركز في الأنسجة المحيطة بعظمة الترقوة ويبلغ طوله 7 سم، ما دعا الفريق الطبي إلى وضع خطة علاجية عاجلة لمنع انتشاره أو تسببه في مضاعفات صحية حادة أو إعاقة دائمة.
تم اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية عاجلة تحت التخدير العام استمرت نحو ساعتين، شملت إزالة الورم كاملاً مع جزء من الجلد المحيط والمنطقة الآمنة لضمان استئصال الخلايا السرطانية تمامًا.
واستعان الفريق الجراحي باستشاري الجراحة التجميلية الدكتور فارس المرزوقي الذي تدخل في المرحلة التالية لإجراء ترميم شامل للجرح وإغلاق المنطقة المصابة بطريقة طبية تجميلية دقيقة.
أشار الدكتور أنس إلى أن العملية تمت بنجاح دون أي مضاعفات، وقد تم نقل المريض من غرفة العمليات إلى العناية المركزة ثم إلى الجناح العادي، حيث تابع الفريق حالته بشكل دقيق على مدار الساعة.
خرج المريض من المستشفى بعد 48 ساعة فقط من الجراحة وهو في وضع صحي مستقر، وقد بدأ منذ اللحظات الأولى بعد الإفاقة يشعر بتحسن ملحوظ في مستوى الألم مقارنة بما كان يعانيه سابقًا.
زار المريض العيادة بعد أسبوع من إجراء الجراحة لإجراء المتابعة الدورية، وتم عمل تقييم شامل باستخدام الفحوصات المخبرية والتصويرية التي أثبتت استئصال الورم بالكامل دون بقاء أي أثر سرطاني.
أكدت المتابعة السريرية أن المريض استعاد القدرة على تحريك ذراعه المصاب بحرية تامة وبدون ألم، كما اختفت جميع الأعراض السابقة المتعلقة بالتورم والشد العضلي وصعوبة الحركة في أعلى الصدر.
وُضعت خطة علاجية استباقية لمراقبة حالته خلال الفترة المقبلة، تشمل زيارات دورية وتحاليل متابعة للتأكد من خلو الجسم من أي نشاط سرطاني وضمان عدم عودة الورم أو انتشاره في المستقبل.
أثنى الدكتور أنس نوح على تعاون كافة التخصصات الطبية داخل المستشفى في تنفيذ الخطة العلاجية بنجاح، وأكد أن هذا النوع من العمليات يتطلب مهارة دقيقة وتنسيقًا عاليًا بين الأقسام المختلفة.
ويأتي هذا النجاح ضمن سلسلة من الإنجازات الطبية التي يحققها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، والذي يُعد من المراكز المتقدمة في جراحة الأورام المعقدة، في ظل بيئة طبية حديثة وكفاءات متخصصة.