اتخذت إدارة النادي الأهلي خطوة جديدة لتعزيز صفوف الفريق الأول لكرة القدم، بعد توصلها إلى اتفاق مع نادي شتوتجارت الألماني يقضي بانتقال لاعب الوسط الفرنسي الشاب إنزو ميلوت إلى صفوف "الراقي"، في صفقة يُنتظر الإعلان عنها رسميًا خلال الأيام القليلة المقبلة، ضمن خطة الإدارة لدعم الفريق بعناصر أجنبية قادرة على إحداث الفارق في الموسم الرياضي الجديد.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
ويُعد ميلوت، البالغ من العمر 23 عامًا، أحد أبرز المواهب الفرنسية التي لفتت الأنظار في السنوات الأخيرة، حيث نشأ في بيئة كروية تنافسية، وخاض تجارب متعددة في ملاعب أوروبا أكسبته مزيجًا من النضج الفني والقدرة على التكيف مع مختلف المدارس الكروية، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا لتدعيم مركز الوسط المتقدم في الأهلي، خاصة مع امتلاكه قدرات مميزة على صناعة الفرص وقيادة نسق اللعب في وسط الميدان.
ويمتاز اللاعب بمهارة التحكم بالكرة تحت الضغط، ورؤية ميدانية تمكّنه من إيجاد الحلول الهجومية حتى في المساحات الضيقة، إلى جانب تسديداته القوية من خارج منطقة الجزاء، وهي ميزة يفتقدها الأهلي نسبيًا في بعض مراكزه خلال المواسم الماضية، الأمر الذي يزيد من قيمة الصفقة على المستوى الفني.
الصفقة تأتي في إطار خطة شاملة وضعتها إدارة الأهلي لدعم مختلف خطوط الفريق قبل انطلاق الموسم، حيث تسعى الإدارة، بالتعاون مع الجهاز الفني، إلى توفير توليفة متوازنة تجمع بين الخبرة والحيوية، وتمكّن المدرب من تنويع أساليبه التكتيكية، سواء في المباريات المحلية أو القارية، إذ يضع النادي نصب عينيه المنافسة الجادة على دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى حضوره القاري في البطولات الآسيوية.
ويُتوقع أن يمنح قدوم ميلوت مرونة أكبر للجهاز الفني في توزيع الأدوار الهجومية، مع إمكانية توظيفه في مراكز متعددة، سواء كلاعب وسط صانع ألعاب، أو في الأجنحة الهجومية عند الحاجة، وهو ما يعزز من عمق التشكيلة ويمنح الفريق حلولًا إضافية في المباريات الكبرى التي تتطلب تنوعًا في الخيارات.
من جهة أخرى، يعكس التوجه نحو التعاقد مع لاعب شاب مثل ميلوت، الرؤية الاستراتيجية لإدارة الأهلي، التي تركز على استقطاب عناصر ذات قيمة فنية عالية، وقابلة للتطور المستقبلي، بما يضمن للفريق الاستفادة من خدماتها لعدة مواسم، أو إعادة استثمارها في المستقبل في حال انتقالها إلى أندية أخرى بمقابل مجزٍ.
التجربة الألمانية للاعب مع شتوتجارت منحت ميلوت خبرة التعامل مع إيقاع المباريات السريع والالتزام التكتيكي العالي، وهما عاملان مهمان في كرة القدم الحديثة، خاصة في ظل تطور الدوري السعودي واستقطابه لنجوم عالميين، ما يفرض على الأندية المحلية امتلاك لاعبين قادرين على مجاراة هذا المستوى من التنافسية.
ويرى مراقبون أن هذه الصفقة، في حال إتمامها رسميًا، قد تشكل نقطة تحول في أداء خط وسط الأهلي، إذ من المتوقع أن يساهم ميلوت في رفع مستوى الإبداع الهجومي للفريق، وتخفيف الضغط عن المهاجمين من خلال تزويدهم بالتمريرات الحاسمة، إضافة إلى تسجيل الأهداف من الكرات البعيدة، وهو ما قد يمنح الفريق أفضلية في المباريات التي يصعب فيها اختراق دفاعات الخصوم.
كما أن نجاح اللاعب في الانسجام السريع مع زملائه سيعزز من فرص الأهلي في تحقيق انطلاقة قوية بالموسم الجديد، خاصة أن الجماهير تترقب رؤية بصمات الإدارة في سوق الانتقالات، بعد وعودها بتقديم فريق قادر على إعادة الأهلي إلى منصات التتويج.
ومع انتظار الإعلان الرسمي عن الصفقة، يبقى السؤال الأهم هو مدى جاهزية ميلوت للانخراط مباشرة في أجواء الدوري السعودي، ومدى قدرته على التأقلم مع أسلوب اللعب في المنطقة، خصوصًا أن سرعة الانسجام ستكون عنصرًا حاسمًا في نجاحه مع الفريق.
في النهاية، تمثل خطوة التعاقد مع إنزو ميلوت مؤشرًا واضحًا على جدية الأهلي في تعزيز قوته الهجومية والوسطية، واستعداده للدخول في الموسم الجديد بطموحات كبيرة، مدعومًا بصفقات نوعية يمكن أن تترك أثرًا مباشرًا في أداء الفريق ونتائجه، ليبقى الرهان على الميدان هو الفيصل في تقييم هذه الخطوة.