تواصل أسعار الذهب ارتفاعها للجلسة الرابعة على التوالي في الأسواق العالمية مدفوعة بعدة عوامل اقتصادية متداخلة أبرزها تراجع قيمة الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات الحكومية في الولايات المتحدة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وقد سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 3375.89 دولارًا للأوقية ليؤكد استقراره فوق مستوى 3300 دولار منذ بداية الأسبوع الجاري رغم التذبذبات المحدودة في السوق.
كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنفس النسبة تقريبًا بنسبة 0.1 في المئة لتسجل 3430.40 دولارًا وهو أعلى مستوى لها منذ مطلع شهر يوليو وسط تفاؤل المستثمرين بتغير توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
هذا الأداء الإيجابي للذهب يأتي بعد صدور بيانات وظائف أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة والتي أشارت إلى تباطؤ في نمو سوق العمل مما دعم التوقعات بخفض مرتقب لأسعار الفائدة.
وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له في شهر وهو ما انعكس بشكل مباشر على جاذبية الذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة في أوقات التباطؤ الاقتصادي.
ويعتبر الذهب أكثر حساسية لأسعار الفائدة المنخفضة لأنه لا يقدم عائدًا للمستثمرين ولذلك فإن أي إشارات لتراجع تكلفة الاقتراض تدفع باتجاه زيادة الطلب على المعدن الأصفر.
ويراهن المستثمرون حاليًا على أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر في ظل استمرار تراجع بعض المؤشرات الاقتصادية الرئيسية.
ويرى محللون أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يعكس تحولات واضحة في مزاج السوق العالمي الذي أصبح أكثر ميلا للتحوط بسبب المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل في النصف الثاني من العام.
كما أسهم تراجع مؤشر الدولار الأمريكي في دعم الذهب إذ انخفضت قيمة العملة الخضراء أمام سلة العملات الرئيسية الأمر الذي يجعل الذهب المقوّم بالدولار أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
وإلى جانب الذهب شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات مماثلة حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 في المئة إلى 37.44 دولارًا للأوقية وهو ما يعكس استقرارًا في مستويات الطلب الصناعي والاستثماري.
كما صعد البلاتين بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المئة ليصل إلى 1330.31 دولارًا للأوقية فيما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2 في المئة ليسجل 1204.25 دولارات للأوقية بعد أيام من التراجع المحدود.
ويتوقع خبراء السوق أن تواصل أسعار الذهب تحركها في الاتجاه الصاعد خلال الفترة المقبلة في حال تأكدت نوايا الفيدرالي الأمريكي بالتخفيف من تشديده النقدي بعد سلسلة من رفع الفائدة منذ العام الماضي.
ويقول محللون في الأسواق إن السوق بات أكثر حساسية لأي بيانات تتعلق بالتضخم أو التوظيف أو تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والتي قد تؤثر على توقيت وشكل خفض الفائدة المقبل.
ويظل الذهب واحدًا من أكثر الأصول جذبًا للمستثمرين في الأوقات التي تسود فيها حالة من عدم اليقين الاقتصادي سواء على مستوى السياسات النقدية أو التوترات الجيوسياسية أو أسعار الطاقة.
