التكنولوجيا
"خبراء" يفجرون مفاجأة: "الهواتف الذكية" ليست "سيئة دائماً".. وهذه هي الفئة "المستفيدة
كتب بواسطة: محمود العادل |

تكشف أبحاث علمية حديثة عن مفارقة مثيرة في عالم التكنولوجيا حيث تشير النتائج إلى أن كبار السن قد يكونون المستفيد الأكبر من استخدام الأجهزة الذكية في وقت تكثر فيه التحذيرات من آثارها السلبية على المراهقين.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وتوضح هذه الدراسات أن الهواتف الذكية والحواسيب والإنترنت يمكن أن تساهم في الحفاظ على القدرات الذهنية وتقليل احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بين من تجاوزوا الخمسين من العمر الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة لفهم العلاقة بين التكنولوجيا وصحة الدماغ.

تروي واندا وودز البالغة من العمر سبعة وستين عاما تجربتها مع الأجهزة الرقمية حيث بدأت رحلتها في المدرسة الثانوية عبر تعلم الكتابة على الآلة الكاتبة ثم انتقلت إلى معالجات النصوص وأجهزة الكمبيوتر المكتبية لتصبح اليوم مدربة في مؤسسة سينيور بلانيت التابعة للرابطة الأمريكية للمتقاعدين.

وتؤكد وودز أن التكنولوجيا تبقيها على اطلاع دائم وتمنحها شعورا بالارتباط بالعالم من حولها وذلك وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير اطلعت عليه العربية بزنس.

الدراسات التي نشرتها مجلة نيتشر هيومن بيهيفيور شملت أكثر من أربعمئة وأحد عشر ألف شخص فوق سن الخمسين وكشفت أن استخدام الحاسوب أو الهواتف الذكية أو الإنترنت ارتبط بانخفاض ملحوظ في خطر ضعف الإدراك والخرف مقارنة بمن لا يستخدمون هذه الوسائل.

ويفسر الباحثون هذه النتائج بأن التعامل مع الأجهزة الرقمية يمثل تحديا ذهنيا متجددا بدءا من متابعة تحديثات البرامج وحتى التعامل مع الأعطال وهو ما يحفز الدماغ ويحافظ على نشاطه.

كما أن التكنولوجيا تمنح كبار السن وسائل لتعزيز الروابط الاجتماعية وتوفر لهم أدوات مساعدة على تذكر المواعيد وتنظيم تفاصيل حياتهم اليومية مما يساهم في دعم الصحة العقلية.

لكن الخبراء يلفتون إلى أن هذه الفوائد لا تلغي وجود مخاطر مثل الاحتيال الإلكتروني والمعلومات المضللة وهو ما يجعل الاعتدال والوعي باستخدام هذه الأدوات شرطا أساسيا للاستفادة منها.

ويقول مايكل سكولين عالم الأعصاب الإدراكي في جامعة بايلور إن بين جيل رواد التكنولوجيا الرقمية ارتبط الاستخدام اليومي للتقنيات بانخفاض معدلات الخرف وضعف الإدراك بشكل لافت.

أما الدكتور مورالي دوريسوامي مدير برنامج الاضطرابات العصبية الإدراكية بجامعة ديوك فيرى أن هذه النتائج تقلب الصورة النمطية رأسا على عقب مؤكدا أن التكنولوجيا ليست دائما ضارة بل قد تكون منعشة ومثيرة وتطرح أسئلة تستحق البحث.

وقد شارك سكولين مع جاريد بينج اختصاصي علم النفس العصبي بجامعة تكساس في أوستن في إعداد تحليل موسع لآثار استخدام التكنولوجيا على الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن خمسين عاما بمتوسط أعمار بلغ تسعة وستين عاما.

ووجد الباحثان أن من استخدموا أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو الإنترنت أو مزيجا منها حققوا أداء أفضل في الاختبارات المعرفية كما انخفضت لديهم معدلات تشخيص الخرف أو ضعف الإدراك مقارنة بمن تجنبوا هذه الوسائل أو استخدموها بشكل محدود.

ويشير سكولين إلى أن الدراسات عادة ما تقدم نتائج متفاوتة لكن في هذا التحليل الذي جمع سبعا وخمسين دراسة شملت مئات الآلاف من كبار السن تبين أن نحو تسعين في المئة منها أظهرت أثرا وقائيا للتكنولوجيا على القدرات الذهنية.

ويرى الباحثون أن المخاوف التقليدية من التكنولوجيا جاءت بالأساس من دراسات تناولت تأثيرها على الأطفال والمراهقين الذين لا تزال أدمغتهم في طور التكوين وهو ما يجعل المقارنة غير دقيقة.

وبينما يتساءل العلماء إن كانت هذه الفوائد ستظل قائمة لدى الأجيال التي ولدت في العصر الرقمي يبقى المؤكد أن التكنولوجيا بالنسبة لجيل مثل جيل وودز تمثل وسيلة فعالة للحفاظ على شباب العقول حتى مع تقدم العمر.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار