أكد وزير التعليم السعودي يوسف البنيان أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة المدارس التشغيلية من خلال تقليص عدد الإدارات التعليمية إلى ست عشرة إدارة وإسناد أعمال التشغيل.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
والصيانة وإدارة البيئة المدرسية بالكامل إلى شركة تطوير التعليم القابضة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة وتحسين جودة الخدمات التعليمية المقدمة.
وأوضح الوزير أن القطاع التعليمي يشهد تنفيذ خمسة وسبعين مشروعًا إنشائيًا جديدًا بقيمة تسعمائة وعشرين مليون ريال، إضافة إلى صيانة شاملة لأكثر من خمسة عشر ألف مبنى مدرسي بتكلفة تجاوزت ملياري ريال، كما يجري ترميم وتأهيل ألف وأربعمائة مبنى تعليمي بتكلفة بلغت سبعمائة واثنين وثمانين مليون ريال.
جاءت هذه التصريحات خلال المؤتمر الصحافي الحكومي الذي عُقد الأربعاء، حيث أكد البنيان أن المنظومة التعليمية في المملكة تحقق تطورًا متميزًا بفضل تصميم مناهج حديثة تدمج القيم والمهارات وتحفز الإبداع، وتعتمد على رؤية تشاركية تسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على المنافسة في الساحة العالمية.
وأشار الوزير إلى أن النموذج التعليمي السعودي الذي يجري تطويره ليس نسخة مكررة من أنظمة أخرى بل نموذج وطني متفرد، يراعي خصوصية المجتمع السعودي ويستجيب لمتطلبات المستقبل، ما يضع المملكة في موقع متقدم على خريطة التعليم العالمية.
وفي جانب التعليم المبكر، أعلن البنيان أن نسبة التحاق الأطفال السعوديين من عمر ثلاث سنوات فأكثر بلغت أكثر من ستة وثلاثين في المئة، وهو ما يعكس اهتمام الوزارة بمرحلة الطفولة المبكرة باعتبارها أساسًا لبناء المهارات والقدرات المستقبلية.
كما كشف أن عدد المستفيدين من برامج الدمج لذوي الإعاقة تجاوز أربعة وتسعين ألف طالب وطالبة، الأمر الذي يجسد التزام الوزارة بتعزيز الشمولية وتوفير بيئة تعليمية دامجة تراعي احتياجات جميع الفئات.
وفيما يخص رعاية الموهوبين، أوضح الوزير أن عدد الطلبة الموهوبين المكتشفين ارتفع بنسبة اثنين وسبعين في المئة مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى أكثر من مئة وثلاثة آلاف طالب وطالبة، لافتًا إلى افتتاح مدارس متخصصة للموهوبين في خمس إدارات تعليمية بالتعاون مع أكاديمية طويق.
وأضاف أن الوزارة تعمل كذلك على دعم الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية من خلال افتتاح مدارس متخصصة في هذه المجالات، بما يتيح للطلاب تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم في بيئة تعليمية متكاملة.
وأشار البنيان إلى أن الجامعات السعودية حققت إنجازات نوعية في التصنيفات العالمية، حيث أُدرجت اثنتا عشرة جامعة في تصنيف شنغهاي لعام ألفين وأربعة وعشرين، واثنتان وثلاثون جامعة في تصنيف التايمز، وعشرون جامعة في تصنيف كيو إس لعام ألفين وخمسة وعشرين.
وبيّن أن من بين هذه الجامعات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي حلت في المرتبة السابعة والستين عالميًا، وجامعة الملك سعود التي جاءت في المرتبة المئة والثالثة والأربعين، وجامعة الملك عبدالعزيز التي حلت في المرتبة المئة والثالثة والستين، فيما جاءت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن أفضل عشر جامعات عالميًا في هدفين من أهداف التنمية المستدامة.
وأكد الوزير أن هذه الإنجازات تأتي انعكاسًا للاستثمار المستمر في البنية التحتية التعليمية وتطوير المناهج وبرامج الابتعاث والبحث العلمي، مما يعزز من تنافسية المملكة على المستوى الدولي.
كما شدد على أن الوزارة ماضية في تنفيذ خططها التطويرية بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بهدف ضمان استدامة التحسينات وتحقيق مخرجات تعليمية ذات جودة عالية.
وأوضح أن رؤية المملكة للتعليم ترتكز على الدمج بين الابتكار والحفاظ على الهوية الوطنية، بما يضمن إعداد أجيال قادرة على الإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل.
واختتم البنيان بالتأكيد على أن التعليم في المملكة يسير بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية، مدعومًا بإرادة سياسية واستثمار وطني ضخم، ما يجعل من قطاع التعليم ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.