سلامة الغذاء
"الدكتور نبيل مردد" يحذر أولياء الأمور: هل طعام طفلك في المقصف "آمن" حقاً؟
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

مع انطلاق العام الدراسي الجديد تتجه الأنظار إلى المقاصف المدرسية باعتبارها نقطة محورية في الحفاظ على صحة الطلاب وسط مخاوف متزايدة من انتشار الأمراض المنقولة عبر الغذاء في بيئات مزدحمة حيث يؤكد مختصون في علم الأحياء الدقيقة أن أي تهاون في طرق التخزين أو التحضير قد يفتح المجال أمام تكاثر بكتيريا خطيرة تهدد سلامة الطلبة
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضح الدكتور نبيل مردد الباحث في علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة مانشستر أن بعض البكتيريا الممرضة مثل السالمونيلا تنتقل عادة عبر الدواجن أو البيض غير المطهو جيدًا بينما تمثل الإشريكية القولونية خطرًا عند تلوث اللحوم أو الخضروات أما الليستيريا فلها قدرة على النمو حتى في درجات التبريد مما يجعل منتجات الألبان غير المبسترة والأطعمة الجاهزة بيئة خصبة لها.

وأشار إلى أن هذه الكائنات الدقيقة مسؤولة عن عدد كبير من حالات التسمم الغذائي والإسهال والالتهابات الحادة لذلك فإن الالتزام بالنظافة الصارمة واتباع أساليب التخزين السليم داخل المقاصف أمر لا يقبل التهاون أو التأجيل.

وتوصي الجهات الصحية بجملة من الإجراءات الوقائية التي تبدأ بفحص المواد الغذائية قبل دخولها المدرسة وتخزينها في درجات حرارة مناسبة وتمر بمرحلة الطهي الجيد ومنع إعادة التسخين المتكرر وتنتهي بتعقيم الأسطح والأدوات الملامسة للطعام بشكل منتظم.

كما يشدد الخبراء على ضرورة تدريب العاملين في المقاصف على أساسيات النظافة الشخصية وارتداء القفازات والملابس الواقية إضافة إلى غسل الأيدي بشكل متكرر خاصة عند الانتقال بين تحضير الأطعمة المختلفة لضمان عدم انتقال أي ملوثات.

وبجانب الإجراءات الوقائية التقليدية يبرز دور البروبيوتك أو ما يعرف بالبكتيريا النافعة في دعم صحة الطلاب إذ تساهم في تحسين عملية الهضم وتقوية جهاز المناعة وتقليل فرص الإصابة بالالتهابات.

وينصح المختصون بإدراج الزبادي الطبيعي والأجبان الطازجة ضمن وجبات الطلاب في المدارس مع ضرورة حفظ هذه المنتجات في عبوات محكمة ونظيفة للحفاظ على جودتها وقيمتها الغذائية.

ويؤكد الباحثون أن تعزيز ثقافة السلامة الغذائية بين الطلاب والمعلمين والعاملين يمكن أن يخلق بيئة مدرسية أكثر أمانًا وصحة حيث يصبح الاهتمام بنظافة الطعام جزءًا من السلوك اليومي لا مجرد استجابة لمشكلة طارئة.

ويشير خبراء التربية والصحة إلى أن دمج التوعية الغذائية مع الأنشطة المدرسية يسهم في رفع مستوى الوعي لدى الطلاب حول مخاطر الأطعمة الملوثة وفوائد الأطعمة الصحية بما ينعكس على اختياراتهم داخل وخارج المدرسة.

كما أن وجود رقابة دورية على المقاصف المدرسية يساعد على رصد أي مخالفات في مراحل التحضير أو التخزين ومعالجتها فورًا قبل أن تتحول إلى مصدر خطر على الطلاب.

وتتفق الدراسات الحديثة على أن التغذية السليمة والمأمونة تمثل أساسًا مهمًا في تحسين الأداء الدراسي للطلاب إذ أن صحة الجهاز الهضمي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة الطالب على التركيز والتحصيل العلمي.

ويؤكد الأطباء أن المقصف المدرسي ليس مجرد مكان لبيع الطعام بل هو خط الدفاع الأول عن صحة الطلاب وهو ما يستدعي تضافر الجهود بين إدارات المدارس وأولياء الأمور والجهات الصحية لضمان أعلى مستويات السلامة الغذائية.

ويرى المختصون أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل درجة حرارة التخزين ونظافة أواني التقديم يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في الحد من انتشار الأمراض بين الطلاب خلال العام الدراسي.

وتختتم التوصيات بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ من الوعي وأن الاستثمار في سلامة الغذاء بالمقاصف المدرسية هو استثمار في صحة الأجيال القادمة وقدرتها على التعلم والنمو في بيئة آمنة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار