كشفت الهيئة السعودية للملكية الفكرية عن قصة مصالحة رقمية ناجحة أسفرت عن إزالة التعدي على حقوق مصوّر محترف من أكثر من 300 موقع إلكتروني خلال فترة لم تتجاوز ثلاثين يومًا، وذلك في خطوة تعكس التزام المملكة بحماية الحقوق الإبداعية وتعزيز البيئة القانونية المحفزة للابتكار والإنتاج المعرفي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وتُعد هذه الحالة واحدة من النماذج البارزة لتفعيل الأدوات النظامية الحديثة في معالجة الانتهاكات الرقمية بعيدًا عن المسارات القضائية التقليدية، عبر تسوية النزاعات بطرق ودية تضمن حفظ الحقوق وتحقيق مصالح جميع الأطراف.

بدأت القصة بعد أن لاحظ أحد المصورين استخدام صورته الفوتوغرافية المحمية بحقوق النشر دون إذنه على نطاق واسع عبر مواقع إلكترونية متعددة.

وبناءً على ذلك، تقدم بشكوى رسمية للهيئة السعودية للملكية الفكرية، التي باشرت بدورها باتخاذ الإجراءات النظامية عبر منصة المصالحة، وهي إحدى المبادرات التي أطلقتها الهيئة لتعزيز مفهوم العدالة الودية وتسهيل سبل الوصول إلى حلول سريعة وعادلة في قضايا التعدي على الملكية الفكرية.

وقد تبين من خلال التحقق أن الصورة قد انتشرت بشكل غير مشروع في مئات المواقع والمنصات الرقمية، مما يُعد انتهاكًا صريحًا للحقوق المحفوظة بموجب أنظمة الملكية الفكرية المعمول بها في المملكة.

ومن خلال جلسات المصالحة والتواصل المباشر مع الجهات المتعدية، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإزالة جميع المحتويات المخالفة خلال فترة محددة، مع تعهد الأطراف المعنية بالامتثال التام للأنظمة والقوانين ذات الصلة مستقبلًا.

وأوضحت الهيئة أن المصالحة تمت بسلاسة وفاعلية، ونتج عنها التزام جماعي بإزالة التعدي من أكثر من 300 موقع إلكتروني، ما يعكس مدى نجاعة هذا المسار في حل النزاعات بعيدًا عن الإجراءات القضائية المطوّلة.

ويؤكد على وعي الأطراف المختلفة بأهمية احترام الحقوق الإبداعية وضرورة الالتزام بالضوابط النظامية في استخدام المحتوى الرقمي.

وأكدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية أن ما تحقق في هذه القضية يمثل دلالة واضحة على جدية المملكة في بناء بيئة رقمية آمنة تحفظ حقوق المبدعين، وتدعم تطور الاقتصاد القائم على المعرفة، لا سيما في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي تتطلب آليات مرنة وسريعة في التعامل مع قضايا التعدي والانتهاك.

وشددت الهيئة في هذا السياق على ضرورة التزام جميع المستخدمين، سواء أفرادًا أو مؤسسات، بالأنظمة واللوائح المعمول بها في مجال حماية الملكية الفكرية.

مؤكدة أن المصالحة تظل خيارًا متاحًا وفعّالًا لكل من يتعرض لانتهاك حقوقه، وهي في الوقت ذاته أداة قانونية معتمدة تسهم في تحقيق الرضا للطرفين دون الحاجة للتقاضي.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الهيئة المستمرة لترسيخ ثقافة احترام الملكية الفكرية، وتمكين المبدعين من العمل في بيئة قانونية تضمن لهم حقوقهم، وتشجع على الابتكار والإنتاج الفني والمعرفي الذي يُعد أحد ركائز رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.