تراجعت أسعار النفط اليوم بعد انحسار المخاوف المتعلقة بالإمدادات الروسية عقب الاجتماع الذي جمع الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، ما انعكس على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأظهرت بيانات السوق أن العقود الآجلة لخام برنت هبطت بمقدار 26 سنتًا أو بنسبة 0.39 بالمئة لتسجل 65.59 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط 18 سنتًا أو 0.29 بالمئة ليصل إلى 62.62 دولارًا للبرميل.

وقال محللون إن تقليص المخاوف بشأن توقف الإمدادات الروسية أدى إلى تراجع الطلب على الذهب الأسود كملاذ آمن، فيما يراقب المستثمرون تطورات العلاقات الدولية بين أكبر المنتجين العالميين للنفط.

وأضافوا أن الأسواق النفطية تأثرت بشكل مباشر بالتصريحات المتبادلة بين الجانبين الأمريكي والروسي، حيث أشار الاجتماع إلى استقرار نسبي في الإمدادات العالمية، ما دفع الأسعار إلى الهبوط تدريجيًا.

وأشارت التقارير إلى أن الهبوط جاء بعد موجة من القلق استمرت لفترة، نتيجة المخاوف من اضطرابات محتملة في صادرات النفط الروسي، والتي تعتبر عنصراً رئيسياً في الأسواق العالمية.

وأوضح خبراء الطاقة أن أي بوادر تهدئة في الأزمة بين الدول المنتجة للنفط تؤثر فورًا على أسعار الخام، إذ يتابع المستثمرون عن كثب أي إشارات على استقرار الإمدادات أو استمرار التوترات.

ويُعد خام برنت القياسي الأوروبي وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي من المؤشرات الرئيسة لأداء السوق العالمي، ويشكل أي تذبذب في أسعارهما انعكاسًا لتوقعات العرض والطلب على النفط الخام.

وأكد المحللون أن تراجع الأسعار اليوم لا يعني استقرارها على المدى الطويل، إذ يمكن أن تعود المخاوف الدولية لتضغط على الأسعار إذا حدث أي تصعيد جديد أو اضطرابات في مناطق الإنتاج الكبرى.

وأشاروا إلى أن النفط يتأثر أيضًا بعوامل اقتصادية أخرى، مثل معدلات النمو العالمي، والطلب على الطاقة، وأداء الاقتصادات الكبرى، والتي تلعب دورًا في تحديد الأسعار بجانب العوامل الجيوسياسية.

ولفتوا إلى أن الأسواق النفطية تشهد حالة من التقلبات المستمرة، إذ يمكن لمجرد تصريحات سياسية أو اقتصادية أن تقود إلى ارتفاع أو انخفاض ملموس في أسعار الخام خلال جلسة التداول الواحدة.

وقال خبراء السوق إن المستثمرين يبحثون عن إشارات مستقرة لتقييم تحركات الأسعار المستقبلية، مع مراقبة دقيقة للعوامل المؤثرة على الإنتاج والتصدير، بما يضمن اتخاذ قرارات استثمارية سليمة.

وأضافوا أن أي انفراجة سياسية بين الدول المنتجة أو تهدئة في التوترات يمكن أن تقلل من المخاطر السعرية، فيما قد يؤدي أي تصعيد إلى موجة صعود جديدة للأسعار، ما يجعل السوق شديدة الحساسية للأخبار الدولية.

وأشارت البيانات إلى أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط جاء مع تراجع الطلب على العقود الآجلة، حيث فضل المتعاملون الانتظار لمزيد من المعلومات حول الإمدادات الروسية قبل اتخاذ قرارات شراء أو بيع كبيرة.

واختتم المحللون بأن السوق العالمي للنفط سيظل متأثرًا بالمتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، وأن أي أخبار جديدة عن الإمدادات الروسية أو التوترات الدولية يمكن أن تعيد رسم اتجاهات الأسعار خلال الأيام المقبلة.