في إنجاز طبي يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة الجنوبية، تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الملك فهد المركزي التابع لتجمع جازان الصحي من إجراء عمليات دقيقة لزراعة جهاز تحفيز أعصاب المثانة لأربع سيدات يعانين من حالات مزمنة ومعقدة من سلس البول واحتباس البول، وذلك بعد فشل جميع المحاولات العلاجية الدوائية التقليدية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا لتطور الخدمات الطبية المقدمة في جراحة المسالك البولية بالمنطقة، وتعزيزًا لقدرات الكوادر الوطنية في تبني الحلول التقنية المتقدمة لتحسين جودة حياة المرضى.
وأوضح الفريق الطبي أن هذا الإجراء تم تنفيذه على مرحلتين، أولية وثانوية، بعد الانتهاء من جميع الفحوصات السريرية والمخبرية المطلوبة، والتي شملت الأشعة التشخيصية والدراسة الديناميكية للمثانة، إلى جانب التحقق من توافر المتطلبات التقنية الخاصة بجهاز التحفيز العصبي.
وقد تم اختيار المريضات بدقة بناءً على معايير طبية دقيقة، لضمان الاستفادة القصوى من العملية وتحقيق نتائج علاجية فعالة.
وشملت العمليات أربع سيدات في العقد الثالث من العمر، حالتان منهن كانتا تعانيان من احتباس بولي مزمن، فيما كانت الحالتان الأخريان تشكو من سلس بولي إلحاحي أثّر بشكل كبير على جودة حياتهن اليومية.
وأظهرت الفحوصات أن الحالات الأربع مصابات بمتلازمة فاولر، بالإضافة إلى فرط نشاط المثانة مجهول السبب، وهي من الحالات المعقدة التي يصعب التعامل معها عبر الطرق العلاجية التقليدية، ما استدعى اللجوء إلى التدخل الجراحي عبر زرع الجهاز.
وأكد الفريق أن جميع الحالات استجابت بشكل إيجابي وفعّال للجهاز المزروع، حيث تمكّنت المريضات من استعادة القدرة على التبول الطبيعي دون الحاجة لاستخدام القساطر البولية أو الأدوية المدرة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مسار العلاج لهذه الفئة من المرضى.
واعتبر الفريق هذا النجاح دليلاً على الكفاءة العالية التي يتمتع بها الطاقم الطبي الوطني، وقدرته على التعامل مع مثل هذه الإجراءات الدقيقة والمعقدة وفق أعلى المعايير الطبية.
وقد أُجريت العمليات تحت إشراف مباشر من الدكتور حسين قصادي، استشاري جراحة المسالك البولية النسائية وجراحة المناظير، وبمشاركة الدكتور أحمد الحازمي، استشاري اضطرابات التبول والجراحة الترميمية وجراحة الروبوت بمدينة الملك فهد الطبية.
إضافة إلى فريق طبي متخصص ضم كلاً من الدكتور نايف الغاوي، والدكتور مصطفى نجمي، والدكتور وليد حكمي، حيث عمل الجميع بتكامل واحترافية لضمان دقة التنفيذ ومتابعة الحالة الصحية للمريضات بعد العملية.
ويعد هذا الإنجاز إضافة نوعية إلى رصيد القطاع الصحي بجازان، الذي يشهد تطورًا متسارعًا في بنيته التحتية وخدماته التخصصية، بفضل الدعم المستمر من وزارة الصحة وبرامج التجمعات الصحية التي تهدف إلى توسيع نطاق الرعاية وتقديم خدمات متقدمة بأيدي وطنية.
كما يعكس هذا النجاح التقدم الذي أحرزته المملكة في تبني التقنيات الطبية الحديثة، وتوطين الخبرات في مختلف التخصصات الدقيقة، مما يسهم في تقليل الحاجة للإحالات خارج المنطقة ويوفر على المرضى عناء السفر والانتظار.
ويواصل تجمع جازان الصحي جهوده في استقطاب الكفاءات الطبية وتدريب الكوادر الوطنية على أحدث التقنيات، بما يضمن استدامة هذا التميز الطبي، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في تطوير قطاع صحي فعّال ومتقدم يضع احتياجات المرضى في صميم أولوياته.
