أسعار الذهب
ترقبًا لندوة المركزي الأمريكي.. أسعار الذهب تستقر قبل قرارات محتملة بشأن الفائدة الأمريكية
كتب بواسطة: فهد الأعور |

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم حالة من الاستقرار الملحوظ وسط ترقب واسع من قبل المستثمرين للندوة السنوية التي يعقدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع حيث تعد هذه الندوة مؤشرا مهما على التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويرى المتعاملون في الأسواق أن أي تلميحات صادرة عن مسؤولي المركزي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة قد يكون لها تأثير مباشر على حركة الذهب خلال الفترة المقبلة إذ يرتبط المعدن الأصفر عادة بسياسات التيسير النقدي التي تعزز من جاذبيته كملاذ آمن.

وسجلت المعاملات الفورية للذهب اليوم مستوى بلغ ثلاثة آلاف وثلاثمئة وواحدا وثلاثين دولارا وتسعا وأربعين سنتا للأوقية وهو مستوى يعكس ثباتا نسبيا مقارنة بالتقلبات التي شهدتها الأسواق في الأيام الماضية مع بقاء الأنظار موجهة نحو قرارات الفيدرالي.

أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر فقد تراجعت بشكل طفيف بنسبة بلغت عُشر في المئة لتسجل ثلاثة آلاف وثلاثمئة وخمسة وسبعين دولارا وأربعين سنتا للأوقية وهو تراجع محدود يعكس حالة الحذر في السوق أكثر مما يعكس بيعا فعليا.

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن الذهب يظل من أبرز الأدوات الاستثمارية التي تتأثر بسرعة بقرارات البنوك المركزية العالمية خاصة في الولايات المتحدة حيث يتابع المستثمرون عن كثب لغة الخطاب الاقتصادي لمعرفة اتجاه السياسة النقدية المقبلة.

وتأتي حالة الترقب الحالية في ظل توقعات بأن يقوم المركزي الأمريكي بتوضيح مسار التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة وهو ما قد يغير بوصلة الاستثمارات بين الذهب والسندات والدولار.

وبالانتقال إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة نصف في المئة لتسجل سبعة وثلاثين دولارا واثنين وثمانين سنتا للأوقية وهو انخفاض يعكس أيضا حالة الترقب التي تسود الأسواق العالمية.

بينما سجل البلاتين ارتفاعا طفيفا بلغت نسبته عُشر في المئة ليصل إلى مستوى ألف وثلاثمئة وثلاثة وعشرين دولارا وستة وسبعين سنتا للأوقية حيث أظهر قدرا من التماسك في مواجهة الضغوط التي تشهدها بقية المعادن.

أما البلاديوم فقد واصل تراجعه مسجلا انخفاضا نسبته تسعة أعشار في المئة ليبلغ ألفا ومئة واثني عشر دولارا وأربعة وثلاثين سنتا للأوقية وهو تراجع ملحوظ نسبيا قياسا ببقية المعادن النفيسة.

ويربط المحللون بين هذه التحركات المحدودة في أسعار المعادن وبين حالة الهدوء التي تسبق عادة الأحداث الاقتصادية الكبرى حيث يفضل المستثمرون تجميد مراكزهم المالية لحين صدور إشارات أوضح من البنوك المركزية.

وتاريخيا يعتبر الذهب مؤشرا حساسا للسياسات النقدية الأمريكية فكلما اتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة ازدادت جاذبية الذهب باعتباره أصلا لا يدر عائدا مباشرا ولكنه يحافظ على القيمة في مواجهة التضخم.

في المقابل تؤدي السياسات التشديدية ورفع أسعار الفائدة إلى تقليص الطلب على الذهب حيث يجد المستثمرون فرصا أفضل في السندات والدولار ما يفسر الارتباط الوثيق بين قرارات الفيدرالي وبين تحركات أسعار المعدن الأصفر.

كما أن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية تضيف بعدا آخر لحركة الذهب إذ غالبا ما يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات باعتباره ملاذا آمنا يحافظ على الثروة ويقي من تقلبات العملات والأسواق.

ويظل المشهد الحالي معلقا على ما سيصدر عن ندوة البنك المركزي الأمريكي هذا الأسبوع حيث إن أي تلميح نحو مسار التيسير النقدي سيعزز من مكاسب الذهب بينما قد يقود تأكيد السياسة التشديدية إلى ضغوط إضافية على أسعاره.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار