أطلقت جمعية "سيل – ماء ونماء"، بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض، مبادرة إنسانية جديدة تحت عنوان "رشفة سيل"، تستهدف توفير مياه الشرب في عدد من المواقع العامة الحيوية بمدينة الرياض، وذلك تزامنًا مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة الذي تشهده العاصمة خلال فصل الصيف.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
وتشمل المبادرة توزيع أكثر من 50 ألف عبوة ماء في أماكن مختارة بعناية، مثل حديقة الرويق، ومقبرة الشمال، ومقبرة الجنوب، بالإضافة إلى تسعة مواقع أخرى موزعة في أنحاء المدينة، وذلك في خطوة عملية تهدف إلى التخفيف من وطأة الحر على السكان والزوار، وتعزيز مفهوم التكافل المجتمعي.
وتعكس هذه المبادرة التوجه الإنساني الذي تنتهجه الجمعية بالتكامل مع جهود الأمانة، حيث تجمع بين الجوانب البيئية والخدمية والاجتماعية، ضمن رؤية متكاملة تسعى إلى الارتقاء بجودة الحياة في العاصمة.
ويشارك في تنفيذ المبادرة نحو 300 متطوع من مختلف الفئات العمرية، يعملون على مدار الساعة لتوزيع عبوات المياه في المواقع المستهدفة، بما يضمن وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، في ظل تنظيم دقيق يراعي السلامة العامة والظروف المناخية.
وتهدف المبادرة إلى إيصال رسائل توعوية حول أهمية الماء وأثره في الحياة اليومية، وذلك من خلال الحملات المصاحبة التي تسعى للوصول إلى أكثر من 100 ألف مستفيد.
عبر وسائل متنوعة تشمل اللوحات الإرشادية، والمنشورات التوعوية، والحضور الميداني للمتطوعين، الذين يؤدون دورًا محوريًا في توصيل الرسائل الإنسانية للمبادرة، إلى جانب التوزيع الفعلي للمياه.
وأوضح الرئيس التنفيذي لجمعية "سيل"، عبدالله بن راشد الغريب، أن هذه المبادرة لا تقتصر على توفير الماء فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى غرس قيم العطاء والرحمة في المجتمع، مؤكدًا أن سقيا الماء في حد ذاتها عمل نبيل، لكن الأثر الحقيقي يكمن في المعنى الأوسع للعطاء.
وقال: "حين تمتد يدك بكوب ماء بارد في يوم صيفي حار، فأنت لا تروي عطشًا فحسب، بل تمنح حياة".
وأضاف أن هذه المبادرة تنطلق من القيم الإسلامية والإنسانية العميقة، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، في تأكيد على أن الماء ليس مجرد مورد، بل رمز للحياة، وعنوان للتكافل والمحبة.
ويُعد هذا المشروع استمرارًا لجهود جمعية "سيل" التي تضع قضية الماء في صلب اهتماماتها، ليس فقط بوصفه حاجة بيولوجية، بل كمدخل لتعزيز روح التراحم والمسؤولية الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
كما تأتي الشراكة مع أمانة منطقة الرياض تأكيدًا على أهمية التعاون المؤسسي بين القطاع الخيري والجهات الحكومية، من أجل خدمة الإنسان والمكان، وإيجاد حلول عملية لمتطلبات الحياة اليومية، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال فصول الصيف.
ويُتوقع أن تواصل الجمعية تنفيذ مثل هذه المبادرات خلال المواسم القادمة، مع التوسع في رقعة الاستهداف، وإدخال مزيد من الوسائل الذكية في عمليات التوزيع والتوعية.
بما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا بأهمية المحافظة على الموارد، وأكثر ترابطًا في تقديم الخير دون انقطاع، لتصبح "رشفة سيل" رمزًا دائمًا للعطاء الذي لا يجف.