انخفضت أسعار الذهب اليوم إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ثلاثة أسابيع، في ظل ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، وسط ترقب المستثمرين لمؤشرات جديدة حول مسار السياسة النقدية من خلال ندوة جاكسون هول التي يعقدها مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وسجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.1 بالمئة، ليصل سعر الأوقية إلى 3313.51 دولار، بعد أن وصل خلال الجلسة إلى أدنى مستوى منذ الأول من أغسطس، ما يعكس ضغط القوة الشرائية للدولار على المعدن الأصفر.

وفي العقود الأمريكية الآجلة للذهب، انخفضت عقود ديسمبر بنسبة 0.1 بالمئة لتسجل 3355.50 دولار للأوقية، مع استمرار تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية بفعل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة تراجعًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 بالمئة، لتصل إلى 37.26 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.2 بالمئة ليبلغ 1308.90 دولار، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 0.7 بالمئة إلى 1106.83 دولار.

وأوضح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في أواندا، أن ارتفاع الدولار وتحسن الرغبة في المخاطرة بين المستثمرين جلب ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب، مشيرًا إلى أن الأسواق تترقب كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول في ندوة جاكسون هول للحصول على مؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة.

وأضاف المحلل أن التوترات الجيوسياسية الأخيرة ساهمت في تحريك الأسواق، حيث أدت بعض الأحداث إلى زيادة ميل المستثمرين للمخاطرة، وهو ما انعكس سلبًا على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، خصوصًا مع قوة الدولار في الوقت الحالي.

وأشار خبراء إلى أن الذهب غالبًا ما يتأثر بعوامل متعددة تشمل قوة العملة الأمريكية، توقعات التضخم، والسياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى، ما يجعل أي حديث رسمي من الاحتياطي الفيدرالي نقطة محورية لتحركات الأسعار.

وتأتي هذه الانخفاضات في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي تعزيزًا لموقعه أمام العملات الأخرى، بفعل البيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية الأخيرة، والتي عززت الثقة في قوة الاقتصاد ورفع من توقعات رفع أسعار الفائدة.

وأوضح بعض المحللين أن الذهب، بصفته معدنًا استثماريًا ملاذًا آمنًا، يتراجع عادةً مع ارتفاع الدولار، حيث تصبح الأوقية أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ما يقلل الطلب العالمي على المعدن الأصفر.

كما بين الخبراء أن الأسواق المالية تنتظر بفارغ الصبر نتائج ندوة جاكسون هول، التي من المتوقع أن يقدم خلالها جيروم باول إشارات واضحة بشأن خطط الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة أو تثبيتها، وهو ما قد يحرك الذهب صعودًا أو هبوطًا بشكل حاد.

وأشار المحللون إلى أن الانخفاض الحالي للذهب ليس مفاجئًا، إذ أن الأسواق العالمية شهدت تذبذبًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة بسبب المخاوف من التضخم والسياسة النقدية، إضافة إلى التطورات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا التي تؤثر على تحركات المستثمرين.

كما نوهوا إلى أن تحركات المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين غالبًا ما تتأثر بتغيرات الطلب الصناعي والتوقعات الاقتصادية العالمية، ما يجعلها أكثر تقلبًا من الذهب الذي يميل إلى الاستقرار النسبي كملاذ آمن.

وتوقع بعض الخبراء استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب ندوة جاكسون هول التي ستوفر إشارات جديدة حول السياسة النقدية الأمريكية، والتي تعتبر العامل الأساسي في تحديد مسار المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.

في الوقت نفسه، حذر المحللون من أن أي تطورات مفاجئة على الصعيد الجيوسياسي أو الاقتصادي قد تدفع الذهب للارتفاع مرة أخرى، حيث يظل المعدن أحد الأصول الأكثر أمانًا للمستثمرين في ظل بيئة مالية غير مستقرة ومتقلبة.

وختم الخبراء حديثهم بالتأكيد على أن متابعة تحركات الدولار والسياسة النقدية الأمريكية ستكون المفتاح لفهم اتجاه الذهب والأسواق المرتبطة به خلال الأسابيع القادمة، وأن المستثمرين بحاجة للبقاء يقظين للتغيرات السريعة التي قد تؤثر على استراتيجياتهم الاستثمارية.