بدأ نادي الاتحاد خطوات جادة نحو تصحيح مساره عقب الخروج من بطولة كأس السوبر السعودي 2025 في الدور نصف النهائي، حيث تعكف إدارة النادي على إعادة ترتيب أوراق الفريق الأول لكرة القدم من خلال تغييرات في بعض المراكز الحيوية والتوجه نحو صفقات كبرى لدعم التشكيلة في الموسم الجديد.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وكان الاتحاد قد ودع البطولة بعد خسارته أمام النصر بنتيجة هدفين مقابل هدف على استاد هونغ كونغ، وهي الهزيمة التي أثارت قلق الجماهير ودفعت الإدارة إلى مراجعة أداء الفريق، خصوصًا أن النادي يملك طموحات كبيرة لمنافسة خصومه محليًا وقاريًا خلال الموسم المقبل.
وأبدى قطاع واسع من جماهير الاتحاد تخوفهم من تكرار السيناريو السلبي في الموسم القادم إذا لم يتحرك النادي سريعًا لتدعيم صفوفه بلاعبين قادرين على إحداث الفارق، خاصة مع دخول الأندية المنافسة بقوة في سوق الانتقالات الصيفية وتعاقدها مع أسماء بارزة.
وفي إطار ما وصفته الصحف الرياضية بثورة التصحيح، وضعت إدارة الاتحاد نصب أعينها التعاقد مع اللاعب البرازيلي ماركوس ويندل نجم خط وسط فريق زينيت الروسي، حيث يُنظر إليه باعتباره صفقة سوبر يمكن أن تمنح وسط الاتحاد الحيوية المفقودة وتوفر حلولًا فنية إضافية.
ويندل صاحب السابعة والعشرين عامًا يعد أحد أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الروسي، وقدرت قيمته السوقية بحوالي ثمانية عشر مليون يورو وفقًا لموقع ترانسفير ماركت، كما أن عقده الحالي مع زينيت يمتد حتى صيف عام 2028 ما يجعل الصفقة معقدة نسبيًا لكنها مطلوبة بشدة في الاتحاد.
وبحسب ما نشرته صحيفة الرياضية فإن إدارة الاتحاد تدرس تغيير لاعب أو اثنين في خط الوسط خلال فترة الانتقالات الحالية، وذلك بعد أن أظهرت مباراة النصر الحاجة إلى مزيد من القوة والعمق في هذا المركز الحيوي، مما يجعل التعاقد مع ويندل خيارًا استراتيجيًا.
اللاعب البرازيلي بدأ مسيرته الكروية مع نادي فلومينينسي في بلاده، ثم انتقل إلى سبورتنج لشبونة البرتغالي حيث تألق في الدوري الأوروبي وأثبت قدراته، قبل أن يحط الرحال في روسيا عام 2020 لينضم إلى زينيت ويقضي معه أربعة مواسم ناجحة حتى الآن.
وخاض ويندل طوال مسيرته الاحترافية 289 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 34 هدفًا وصنع 46 تمريرة حاسمة، وهي أرقام تعكس توازنه بين المهام الدفاعية والهجومية وقدرته على المساهمة في بناء الهجمات وإنهائها بفعالية.
ورغم أنه لم يحظ بفرصة المشاركة مع المنتخب البرازيلي الأول، إلا أنه لعب مع منتخب تحت 23 عامًا في 11 مباراة، سجل خلالها هدفًا واحدًا وقدم تمريرتين حاسمتين، وهو ما يجعله من اللاعبين الذين ينتظرون الفرصة للظهور على الساحة الدولية بشكل أكبر.
وتسعى إدارة الاتحاد عبر هذه الخطوة إلى تعزيز خط الوسط بدماء جديدة تملك الخبرة الدولية والقدرة على قيادة اللعب، خصوصًا أن الفريق يحتاج إلى حلول متنوعة في صناعة الفرص وربط الخطوط، وهو الدور الذي يستطيع ويندل القيام به بامتياز.
وتشير التقارير إلى أن النادي يخطط أيضًا لإجراء تغييرات أخرى تشمل الاستغناء عن بعض الأسماء التي لم تقدم الإضافة المطلوبة، حيث تحدثت مصادر عن قرب رحيل لاعبين اثنين من عناصر الوسط لإفساح المجال أمام الصفقات الجديدة ومنح الفريق مرونة مالية وفنية.
الجماهير الاتحادية تنتظر بفارغ الصبر نتائج هذه التحركات، إذ ترى أن التعاقد مع أسماء من طراز ماركوس ويندل قد يغير ملامح الفريق بالكامل ويعيده إلى سكة البطولات، خصوصًا بعد موسم شهد تفاوتًا في الأداء وخروجًا مبكرًا من إحدى أهم البطولات المحلية.
ويعتقد متابعون أن الاتحاد إذا نجح في إنهاء الصفقة سيوجه رسالة قوية إلى منافسيه بأنه لا يزال يملك القدرة على المنافسة واستقطاب نجوم بارزين، وأن ما حدث في كأس السوبر مجرد عثرة يسعى النادي لتجاوزها بسرعة قبل بداية التحديات المقبلة.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ملامح سوق الاتحاد الصيفي، فإما أن ينجح النادي في حسم صفقة نارية من روسيا ويبدأ ثورته التصحيحية فعليًا، أو يواجه صعوبة في التفاوض ما يجبره على البحث عن بدائل أخرى، وفي كل الأحوال تبدو الإدارة عازمة على إعادة بناء الفريق بالشكل الذي يرضي طموحات جماهيره.