سيكون عشاق كرة القدم السعودية على موعد مع مواجهة استثنائية تجمع الأهلي بالنصر في نهائي بطولة كأس السوبر السعودي للموسم الجديد 2025-2026، حيث يحتضن ملعب هونغ كونغ الوطني المباراة يوم السبت القادم عند الساعة الثالثة مساء بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة، في لقاء ينتظر أن يكون مليئًا بالإثارة والندية بين اثنين من أقوى الفرق في المملكة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
الأهلي حجز مقعده في النهائي بعد فوز كاسح على القادسية بخمسة أهداف مقابل هدف، أظهر خلاله الفريق قدراته الهجومية العالية بقيادة مدربه الألماني ماتياس يايسله، فيما جاء تأهل النصر بعد انتصار صعب على الاتحاد بهدفين مقابل هدف، ليضرب موعدًا مع خصم تقليدي لطالما شكل له الكثير من التحديات في السنوات الأخيرة.
المواجهة المنتظرة لا تقتصر على صراع اللاعبين في أرض الملعب، بل تحمل أيضًا طابعًا خاصًا على مستوى المدربين، حيث سيكون البرتغالي خورخي خيسوس المدير الفني للنصر في مواجهة مباشرة مع الألماني ماتياس يايسله مدرب الأهلي، وهو صراع تكتيكي اعتاد عشاق الكرة السعودية متابعته منذ فترة، لكنه هذه المرة يأتي في ظروف أكثر إثارة.
خيسوس سبق أن قاد الهلال في عدة مواجهات ضد الأهلي بقيادة يايسله، حيث التقى المدربان في ست مباريات بمسابقات مختلفة، من دوري روشن السعودي إلى كأس السوبر مرورًا بمنافسات قارية، وكانت الغلبة في معظمها لصالح خيسوس الذي نجح في تحقيق الفوز أربع مرات، بينها ثلاثية في الدوري وانتصار عريض في نصف نهائي السوبر بنتيجة 4-1.
في المقابل، تمكن يايسله من فرض نفسه في مواجهتين مهمتين، حيث تفوق الأهلي على الهلال بنتيجة 3-2 في الدوري، ثم حقق فوزًا تاريخيًا بثلاثية مقابل هدف في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي المباراة التي شكلت نقطة تحول وأدت إلى رحيل خيسوس عن تدريب الهلال في ذلك الوقت.
الأرقام تؤكد أن لقاءات المدربين لم تخلُ من الغزارة التهديفية، فقد سجل الهلال تحت قيادة خيسوس أربعة عشر هدفًا في شباك الأهلي، فيما رد الأهلي بقيادة يايسله بعشرة أهداف، ما يعكس الطابع الهجومي الذي يميز مواجهاتهما ويجعل من الصعب التنبؤ بمسار المباراة المقبلة.
إضافة إلى الجانب الفني، تحمل المباراة أبعادًا نفسية لا تقل أهمية، فالنصر بقيادة خيسوس يرى في هذه المواجهة فرصة للانتقام من المدرب الذي كان سببًا في إبعاده عن الهلال، بينما يتطلع يايسله لتأكيد تفوقه التاريخي على البرتغالي وتعزيز مكانته كأحد أبرز مدربي الدوري السعودي.
الأهلي يدخل اللقاء مدعومًا بثقة عالية بعد الأداء الكبير أمام القادسية، إذ أظهر الفريق انسجامًا واضحًا بين عناصره، خصوصًا في الجانب الهجومي الذي قاده لتحقيق فوز عريض، وهو ما يمنحه دافعًا إضافيًا لمواصلة المشوار وحصد لقب جديد يعزز حضوره المحلي والقاري.
في الجهة المقابلة، يعتمد النصر على خبرة لاعبيه وقدرتهم على التعامل مع المباريات الكبيرة، إضافة إلى الدافع القوي لمدربه خيسوس الذي يسعى لرد اعتباره أمام يايسله وتأكيد أنه لا يزال قادرًا على فرض نفسه في أقوى التحديات الكروية.
الجماهير السعودية تترقب هذه المواجهة بشغف كبير، إذ لا تقتصر أهميتها على أنها نهائي بطولة كبرى، بل تتجاوز ذلك إلى صراع شخصي بين مدربين تركا بصماتهما في المنافسات المحلية والآسيوية، وكل منهما يسعى لإثبات أنه الأفضل تكتيكيًا ونفسيًا في المواعيد الكبرى.
المباراة مرشحة لأن تكون غنية بالأهداف، بالنظر إلى تاريخ المواجهات السابقة بين الطرفين، فضلًا عن أسلوب اللعب الهجومي الذي يتبعه كل من الأهلي والنصر، ما يجعل من الصعب على الدفاعات الصمود طويلًا أمام الضغط الهجومي المتوقع من الجانبين.
وبينما يسعى النصر لتأكيد عودته القوية والظفر بلقب يضيف إلى خزائنه، يأمل الأهلي أن يترجم عمله الفني الكبير مع يايسله إلى بطولة جديدة تكرس حضوره في واجهة كرة القدم السعودية، وتمنحه دفعة قوية مع بداية الموسم.
الأنظار ستتجه كذلك إلى النجوم داخل المستطيل الأخضر، حيث يمتلك الفريقان مجموعة من الأسماء البارزة القادرة على صناعة الفارق، لكن الكلمة الأخيرة ستظل مرتبطة بقدرة المدربين على استغلال نقاط القوة والضعف في الطرف الآخر.
في نهاية المطاف، فإن لقاء الأهلي والنصر في نهائي السوبر السعودي يمثل أكثر من مجرد مباراة على لقب، فهو اختبار للتاريخ الشخصي بين خيسوس ويايسله، ومعركة لإثبات الذات بين مدربين اعتادا إشعال المنافسة وإثراء الكرة السعودية بأبعاد تكتيكية وفنية مثيرة.