دعا تجمع القصيم الصحي أولياء الأمور إلى تحمل مسؤولياتهم في تعزيز التوازن الرقمي لدى أطفالهم، مشددًا على أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في ترسيخ عادات صحية وآمنة عند استخدام الأجهزة الإلكترونية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأكد التجمع أن الدور التربوي للأهل لا يقتصر على مراقبة الاستخدام فحسب، بل يمتد ليشمل توجيه الأطفال نحو الاستفادة الأمثل من التكنولوجيا، دون أن تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
وأوضح تجمع القصيم الصحي أن خطوات بسيطة وقابلة للتطبيق يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحقيق هذا التوازن، من بينها أن يكون الوالدان نموذجًا يُحتذى به في تعاملهم مع الأجهزة الإلكترونية، حيث يلعب السلوك الأسري دورًا حيويًا في تكوين عادات الأطفال الرقمية.
فالأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة والمحاكاة، لذا فإن ضبط وقت استخدام الأجهزة من قبل الوالدين يعزز من تقبل الأطفال لهذه القواعد.
كما شدد التجمع على أهمية تخصيص أوقات يومية للأنشطة البدنية والاجتماعية، بما يساهم في تنمية مهارات الطفل الحركية والاجتماعية ويحد من الاعتماد المفرط على الشاشات.
وذكر أن إشراك الأبناء في أنشطة جماعية مثل الرياضة، والفنون، والقراءة، يوسع من آفاقهم ويساعد على بناء شخصية متوازنة تعي أهمية الوقت الرقمي والوقت الواقعي.
من بين التوصيات التي أشار إليها التجمع، تحديد وقت يومي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية لا يتجاوز ساعتين للفئة العمرية بين 6 و18 عامًا، وهو الحد الموصى به من قبل العديد من الجهات الصحية العالمية.
وأكد التجمع ضرورة تفعيل الضوابط التقنية والبرمجيات التي تحد من وصول الأطفال إلى المحتوى غير المناسب، ما يعزز من بيئة رقمية آمنة.
وشدد تجمع القصيم الصحي على أن هذه الممارسات ليست مجرد إجراءات وقائية فحسب، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى خلق بيئة رقمية متوازنة تدعم صحة الأطفال النفسية والجسدية.
فالاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية مرتبط بمخاطر عدة منها اضطرابات النوم، وقلة النشاط البدني، والتأثير السلبي على التركيز والتحصيل الدراسي، بالإضافة إلى التعرض لمحتويات غير ملائمة قد تؤثر على سلوك الطفل وتفكيره.
كما أوضح التجمع أن الحفاظ على هذا التوازن ينعكس إيجابيًا على جودة حياة الطفل، إذ يساعد على بناء عادات صحية تُسهم في نموه السليم، ويعزز من تواصله الأسري والاجتماعي، مما يقلل من احتمالية العزلة والاضطرابات النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية.
ودعا التجمع المجتمع بشكل عام إلى المساهمة في نشر الوعي حول أهمية التوازن الرقمي، عبر الحملات التوعوية والبرامج التعليمية التي تستهدف أولياء الأمور والطلاب على حد سواء.
مؤكداً أن التوعية المستمرة والاهتمام المشترك من جميع الأطراف يساهم في تحقيق بيئة رقمية صحية وآمنة للأطفال، تمكّنهم من الاستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي دون الإضرار بصحتهم أو تطورهم الاجتماعي.
وفي الختام، أكد تجمع القصيم الصحي أن مسؤولية المحافظة على صحة الأطفال النفسية والجسدية في العصر الرقمي لا تقع على عاتق الأسرة فقط، بل تتطلب تكاتفًا بين الأسر والمؤسسات التعليمية والصحية.
إلى جانب الجهات المختصة بتنظيم وحماية البيئة الرقمية، لضمان توفير بيئة متكاملة تضمن حقوق الطفل في النمو السليم والتعلم الآمن والمستدام.