شهدت أسعار الذهب في المملكة ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم وسط متابعة واسعة من قبل المتعاملين في سوق المعادن النفيسة، ويأتي هذا الارتفاع في ظل تقلبات الأسواق العالمية وما تشهده من تغيرات في حركة الدولار وأسعار الفائدة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وسجل الجرام من عيار 21 وهو الأكثر تداولاً بين المستهلكين في المملكة نحو 355 ريالا تقريباً ليواصل مساره الصاعد الذي بدأ منذ أيام، ويعتبر هذا العيار المؤشر الأبرز لقياس اتجاهات السوق المحلي.
كما ارتفع سعر الجرام من عيار 24 ليسجل أكثر من 406 ريالات، وهو العيار الأعلى نقاءً والذي يلقى اهتماماً خاصاً لدى المستثمرين وأصحاب المدخرات طويلة الأمد، فيما سجل الجرام من عيار 22 ما يقارب 372 ريالاً.
أما عيار 18 فقد بلغ سعره أكثر من 304 ريالات، وهو العيار الذي يحظى بإقبال شريحة من المستهلكين خصوصاً في المشغولات الذهبية متوسطة السعر، بينما استقر سعر عيار 14 عند حدود 237 ريالاً.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن أسعار الذهب في المملكة مرتبطة بشكل مباشر بالأسواق العالمية، حيث يتأثر المعدن الأصفر بتحركات البورصات الدولية والعرض والطلب العالمي إضافة إلى قوة الدولار الأمريكي.
وأوضح مراقبون أن استمرار ارتفاع الذهب محلياً يعود إلى مزيج من العوامل منها زيادة الطلب الداخلي على المشغولات، وتوجه المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.
وأضافوا أن أسعار الذهب تظل عرضة للتقلب السريع، إذ تتغير الأسعار بشكل يومي وربما لحظي، ما يجعل متابعة نشرات الأسعار ضرورة لكل من يرغب في الشراء أو البيع لتفادي الخسائر المحتملة.
العديد من محال الذهب في الأسواق المحلية تشهد حركة متفاوتة من المشترين، فهناك من يترقب استقرار الأسعار قبل اتخاذ قرار الشراء، بينما يسعى آخرون للاستفادة من الأسعار الحالية قبل أي ارتفاع جديد.
ويفضل مستهلكون في المملكة عيار 21 نظراً لتوازنه بين النقاء والسعر، بينما يظل عيار 24 خياراً مفضلاً لحفظ القيمة على المدى الطويل، في حين يتوجه بعض المستهلكين للعيارات الأقل سعراً كـ 18 و14 لتناسب قدراتهم الشرائية.
ويرى اقتصاديون أن الذهب يظل استثماراً آمناً خاصة في الفترات التي تشهد فيها الأسواق العالمية تقلبات عنيفة، إذ يتراجع الإقبال على الأسهم والعملات ويتحول المستثمرون إلى المعدن الأصفر لحماية أموالهم.
وتتوقع بعض التقارير أن يستمر الذهب في تسجيل مستويات مرتفعة نسبياً خلال الفترة المقبلة إذا استمرت التوترات الاقتصادية العالمية، مع بقاء الدولار في مستويات متذبذبة تؤثر على حركة الأسعار.
وفي المقابل، يحذر مختصون من أن الاندفاع الكبير نحو شراء الذهب في أوقات الذروة قد يعرض البعض للخسائر إذا ما شهدت الأسعار تراجعاً سريعاً لاحقاً، لذلك ينصح بالشراء وفق خطط مدروسة.
المملكة تواصل تسجيل اهتمام متزايد من قبل الشباب المقبلين على الزواج حيث يعد الذهب من أهم المقتنيات في المناسبات الاجتماعية، وهو ما يعزز الطلب المستمر عليه بغض النظر عن حركة الأسعار.
وفي ظل هذه التغيرات المتواصلة يبقى الذهب مرتبطاً بعوامل الاقتصاد العالمي بشكل مباشر، مما يجعل مراقبة المؤشرات الدولية أمراً ضرورياً لفهم اتجاهاته في السوق المحلي.