خل التفاح
"خطر على صحتك: هل خل التفاح علاج للحموضة أم مجرد خدعة تسويقية؟ طبيب يجيب ويكشف الحقيقة"
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

حذر استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر من خطورة الانسياق وراء المعلومة المتداولة بأن خل التفاح علاج فعال للحموضة، مبينًا أن هذه المعلومة غير صحيحة علميًا وأنها قد تضر أكثر مما تنفع، خصوصًا عند من يعانون من مشكلات في المعدة والمريء.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضح النمر أن الدراسات العلمية لم تثبت أي فائدة لخل التفاح في علاج الحموضة، وأن الدراسة الوحيدة التي تناولت الموضوع أجريت على مرضى السكري، وأظهرت أن الخل يبطئ من إفراغ المعدة، وهو ما ساهم في زيادة معاناتهم بدلاً من تحسين حالتهم الصحية.

وبيّن أن الحموضة تنتج عن ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، وبالتالي فإن إضافة حمض آخر مثل الخل يزيد من التهيج والالتهاب بدلاً من التقليل من الأعراض، مما يجعل الاعتقاد بكونه علاجًا نوعًا من التضليل.

وأضاف أن بعض الحالات التي تلجأ لتجربة هذه الوصفات قد تتفاقم لديها الأعراض بشكل واضح، حيث يزداد الشعور بحرقة المعدة مع اضطرابات الهضم، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة حياة المرضى وصحتهم العامة.

وأشار النمر إلى أن كثيرًا من المروجين لهذه الوصفات يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر دعاياتهم، حيث يستعينون بأشخاص يقدّمون أنفسهم كخبراء صحيين أو مدربين للتغذية من أجل إقناع المتابعين بفاعلية هذه المنتجات.

وأكد أن هذه التوجهات لا تقوم على أساس علمي، بل هي حملات تسويقية مدفوعة الثمن تستهدف استغلال حاجة الناس للعلاج، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع للمشكلات الهضمية بين فئات مختلفة من المجتمع.

وشدد على أن علاج الحموضة يجب أن يتم عبر استشارة الطبيب المختص، مع الاعتماد على العلاجات الدوائية الموصوفة علميًا، إضافة إلى اتباع أنماط غذائية صحية تقلل من الأعراض وتساعد في تحسين أداء الجهاز الهضمي.

كما دعا إلى الانتباه من الممارسات الخاطئة التي يتبعها البعض استنادًا إلى نصائح غير موثوقة، معتبرًا أن الاعتماد على تجارب فردية لا يمكن أن يكون بديلاً عن البراهين العلمية التي تثبت سلامة وفعالية أي علاج.

وأشار إلى أن بعض المرضى قد يتأثرون نفسيًا بما يشاهدونه من تجارب يشاركها أشخاص على منصات التواصل، فيظنون أنها حقائق طبية، بينما هي في حقيقتها إعلانات غير مباشرة لا تخضع لأي رقابة علمية.

وأكد النمر أن الجهات الصحية تبذل جهودًا كبيرة لتوعية المجتمع بخطورة الانسياق وراء الوصفات الشعبية التي لا دليل علمي عليها، إلا أن انتشار وسائل التواصل جعل عملية ضبط هذه الممارسات أكثر صعوبة.

وأوضح أن الوقاية من الحموضة يمكن أن تتحقق عبر تجنب بعض العادات اليومية مثل الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والحارة، أو الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، مبينًا أن هذه التغييرات البسيطة تساعد بشكل فعّال في تقليل الأعراض.

ولفت إلى أن الخلط بين المعلومات الطبية الصحيحة والمضللة يشكل تحديًا أمام المجتمع الطبي، حيث يساهم ذلك في انتشار اعتقادات خاطئة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال تجاهل العلاج الصحيح.

وأضاف أن دور الإعلام الصحي لا يقل أهمية عن دور الأطباء، إذ إن نشر التوعية الصحيحة يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا، قادرًا على التمييز بين النصائح الموثوقة وتلك التي تهدف إلى تحقيق مكاسب تجارية بحتة.

وختم النمر حديثه بالتأكيد على أن صحة الإنسان لا يجب أن تكون مجالًا للتجارب العشوائية، داعيًا الجميع إلى تحكيم العقل والرجوع إلى المصادر الطبية الموثوقة، وعدم ترك مساحة للمسوقين لاستغلال جهل الناس من أجل أرباح سريعة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار