شهدت مختلف مناطق المملكة صباح اليوم الأول للعام الدراسي الجديد حضوراً مكثفاً لرجال المرور الذين باشروا عملهم الميداني منذ ساعات الصباح الباكر، حيث انتشروا عند المدارس والشوارع الحيوية بهدف ضمان انسيابية الحركة المرورية وتأمين وصول الطلاب والطالبات إلى مقاعدهم الدراسية دون عوائق.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وقد حرصت إدارات المرور في المدن الكبرى والمحافظات على نشر فرقها في النقاط الأكثر ازدحاماً، خاصة أمام بوابات المدارس والطرق المؤدية إليها، حيث يتجمع أولياء الأمور بسياراتهم لنقل أبنائهم، وهو ما يستدعي تنظيماً دقيقاً لتفادي أي اختناقات مرورية.
وأظهرت الجهود الميدانية حرص رجال المرور على التواجد المباشر بين المركبات، حيث قاموا بتوجيه السائقين وإرشادهم إلى الطرق البديلة في حال وجود ازدحام، كما ساعدوا في تنظيم عملية توقف السيارات أمام المدارس لتجنب العشوائية وضمان انسيابية العبور.
في الوقت ذاته رافق عدد من الأفراد الطلاب أثناء عبورهم الشوارع، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة في الحركة المرورية، وقد ساهم هذا الإجراء في رفع مستوى الأمان ومنح أولياء الأمور الاطمئنان على سلامة أبنائهم خلال لحظة دخولهم المدارس.
وحرصت إدارات المرور على توثيق هذه الجهود عبر منصاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر حساب المرور السعودي مقاطع وصوراً تظهر رجال المرور وهم يتابعون حركة السير، ويوجهون أولياء الأمور إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات الميدانية.
ولاقت هذه الصور والمقاطع تفاعلاً واسعاً من المواطنين والمقيمين الذين أشادوا بجهود رجال المرور، مؤكدين أن ما يقومون به يسهم بشكل مباشر في الحد من الحوادث المرورية في بداية اليوم الدراسي الذي عادة ما يشهد زحاماً ملحوظاً.
كما نوّه متابعون إلى أهمية هذه الحملات الميدانية في غرس ثقافة الالتزام بالقوانين المرورية لدى الأجيال الجديدة، إذ يشاهد الطلاب عن قرب التزام رجال المرور بالتنظيم، وهو ما يعزز لديهم قيمة احترام النظام أثناء وجودهم في الطرقات.
ويأتي هذا الانتشار الأمني في إطار خطة شاملة أعدتها إدارات المرور بالتنسيق مع وزارة التعليم والجهات الأمنية الأخرى، بهدف توفير بيئة آمنة للطلاب والطالبات، وضمان وصولهم إلى المدارس دون أي تأخير قد ينعكس على انتظام الحصص الدراسية الأولى.
وأكد مسؤولون في المرور أن هذه الجهود ستستمر طوال الأيام المقبلة وليس في اليوم الأول فقط، وذلك لضمان استقرار الحركة المرورية خلال فترة الصباح وأيضاً في أوقات الانصراف التي تشهد ازدحاماً مماثلاً، مشيرين إلى أن التعاون مع أولياء الأمور يعد عاملاً أساسياً لنجاح الخطة.
ولم تقتصر الإجراءات على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، بل شملت أيضاً المحافظات والقرى، حيث تم تكليف فرق ميدانية للانتشار في المواقع الحيوية التي تشهد ازدحاماً عند المدارس، وذلك لضمان تغطية شاملة في مختلف مناطق المملكة.
وأشاد أولياء أمور بهذه الخطوات مؤكدين أنها تعكس اهتمام الدولة بأدق تفاصيل الحياة اليومية، إذ يشعرون براحة أكبر عند رؤية رجال المرور يرافقون أبناءهم ويؤمّنون عبورهم، معتبرين أن ذلك يسهم في ترسيخ شعور الأمان لدى الأسرة والمجتمع.
وتشير الأرقام الصادرة في أعوام سابقة إلى أن الأيام الأولى من الدراسة عادة ما تشهد ارتفاعاً في معدلات الحوادث البسيطة الناتجة عن التزاحم أمام المدارس، وهو ما دفع إدارات المرور هذا العام إلى رفع مستوى الجاهزية والانتشار المبكر لتفادي مثل هذه المواقف.
كما شدد المرور السعودي عبر رسائل توعوية على ضرورة التزام السائقين بالسرعات المحددة في محيط المدارس، والتوقف التام عند عبور الطلاب، إلى جانب تفادي الوقوف العشوائي الذي قد يعرقل حركة السير ويتسبب في إرباك للمركبات الأخرى.
وتؤكد هذه الجهود أن العمل الميداني المنظم والانتشار المدروس لرجال المرور يشكلان عنصراً أساسياً في ضمان بداية عام دراسي يسوده النظام والالتزام، كما يعكس صورة إيجابية عن تعاون المجتمع مع الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق المصلحة العامة.