تحوّل تطبيق سناب شات في السنوات الأخيرة إلى جزء أساسي من الحياة الرقمية في المملكة العربية السعودية، إذ لم يعد مجرد منصة للتواصل بل أصبح مساحة نابضة تعكس الفرح والانتماء خصوصًا في المناسبات الوطنية، وعلى رأسها اليوم الوطني السعودي الذي يشكّل لحظة جامعة لملايين السعوديين الذين يوثّقون اعتزازهم وفخرهم بعدسات التطبيق.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

تشير بيانات الشركة إلى أن عدد المستخدمين النشطين شهريًا في المملكة تجاوز حاجز 25 مليون مستخدم، وهو رقم يعكس عمق حضور التطبيق في تفاصيل الحياة اليومية للشباب والعائلات، كما يكشف معدل فتح التطبيق الذي يصل إلى نحو خمسين مرة يوميًا عن مدى اعتماده كمنصة للتعبير عن الذات والهوية الوطنية.

وقالت عهود العريفي مديرة التسويق في سناب شات السعودية إن هذه الأرقام تثبت أن التطبيق أصبح أكثر من أداة للتواصل، فهو فضاء حقيقي للإبداع ومشاركة الفخر الوطني، الأمر الذي يمنحه مكانة خاصة في المجتمع السعودي، ويجعله محورًا في صناعة المحتوى الرقمي.

في العام الماضي شكّل اليوم الوطني مسرحًا لحملات إعلانية تركت أثرًا واضحًا على الجمهور، حيث نجحت عدة علامات تجارية في توظيف عدسات الواقع المعزز والتجارب التفاعلية لتعزيز حضورها وزيادة ارتباطها بالمستهلكين، وهو ما فتح الباب أمام قصص نجاح تحولت إلى دروس إعلانية تستفيد منها الشركات.

من بين هذه الحملات برزت حملة Faces التي جذبت نحو 4.9 مليون مستخدم، بينما كان اللافت أن سبعين في المئة من الوصول تحقق بشكل مكتسب عبر المشاركات، ما يؤكد قوة المحتوى في الانتشار العضوي، كما أسهمت الحملة في رفع مؤشرات تفضيل العلامة وزيادة نية الشراء بشكل ملموس.

أما حملة Priorin فقد ربطت بين قوة الشعر والفخر الوطني عبر عدسة تفاعلية مبتكرة، ونجحت في جذب ثلاثة ملايين مستخدم وأكثر من مئة ألف مشاركة، بينما بلغ متوسط وقت التفاعل مع العدسة عشر ثوان كاملة، وهو ما يعكس جاذبية التجربة.

في المقابل رفعت علامة Aromatic ميزانيتها الإعلانية بنسبة كبيرة مقارنة بالعام السابق، لكنها حققت عائدًا استثنائيًا تمثل في عائد على الإنفاق الإعلاني بلغ 6.52، إضافة إلى نمو في المشتريات بنسبة 118 في المئة وزيادة قيمتها بأكثر من 130 في المئة، لتؤكد أن الاستثمار الرقمي عبر سناب شات قادر على مضاعفة النتائج.

ولم تقتصر النجاحات على هذه الحملات، إذ اعتمدت Metro Bazil على التعاون مع صناع المحتوى المحليين واستخدام أدوات متقدمة لتحسين الأداء، فاستطاعت أن تضاعف عوائدها الإعلانية وتؤسس لنموذج يدمج بين قوة المنصة وتأثير المؤثرين.

وتعتبر فترة الصيف بمثابة مختبر تجريبي للشركات، حيث تختبر خلالها أفكارها ورسائلها قبل اليوم الوطني، وهو ما يمنحها فرصة لتجربة تقنيات مثل الواقع المعزز والتعاون مع المؤثرين وتحليل ردود فعل الجمهور بشكل فوري، لتأتي الحملات في سبتمبر أكثر قوة وعمقًا وتأثيرًا.

العريفي أكدت أن الصيف هو أفضل توقيت للشركات كي تجرب ابتكاراتها الإعلانية، مشيرة إلى أن ما يتم اختباره في هذه المرحلة يشكل الوقود الحقيقي لحملات اليوم الوطني، وهو ما يفسر تركيز الشركات على هذه الفترة كمرحلة تحضيرية أساسية.

وترى المنصة أن نجاح الحملات الإعلانية لا يعتمد على التقنية فقط، بل على مدى انسجامها مع الثقافة المحلية، فالجمع بين تقنيات مثل الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي التوليدي من جهة، وعناصر الهوية السعودية من جهة أخرى، يخلق تجربة أصيلة وقريبة من الجمهور، وهو ما يمنح الحملات صدى أكبر.

ويتكامل هذا الحضور القوي مع مسار التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، حيث تستهدف الرؤية تعزيز مكانة البلاد كوجهة عالمية للابتكار والإبداع، ومع ارتفاع نسبة انتشار الإنترنت إلى 99 في المئة وتزايد اعتماد الشباب على التطبيقات للتواصل والترفيه والتسوق، أصبح سناب شات ركيزة أساسية في المشهد الرقمي والاجتماعي.

المنصة باتت أيضًا مرآة تعكس ملامح السعودية الحديثة، فهي ليست مجرد وسيلة للتعبير وإنما مساحة يعيش من خلالها السعوديون قصصهم ويشاركونها مع العالم، خصوصًا في المناسبات الوطنية التي تتحول إلى مظاهر رقمية جامعة تنقل للعالم صورة مفعمة بالحيوية والفخر.

وأكدت العريفي أن اليوم الوطني لم يعد مجرد حدث يُحتفل به في مكان واحد، بل أصبح قصة يعيشها كل مواطن ويشاركها عبر سناب شات مع الملايين داخل المملكة وخارجها، ليشكّل بذلك مساحة تفاعلية توثق اللحظة الوطنية وتربطها بالتقنيات الحديثة.

ومع اقتراب اليوم الوطني لعام 2025، تستعد المنصة لتكرار التجربة وتحويل المناسبة مرة أخرى إلى فضاء رقمي حي يجمع السعوديين، ويجسد طموحات المملكة ويعكس رؤيتها للمستقبل في صورة تجمع بين الأصالة والابتكار.