سجلت أسعار الذهب تراجعا ملحوظا في بداية تعاملات اليوم رغم المكاسب التي حققها في الأيام الماضية، ويأتي هذا الهبوط متزامنا مع ارتفاع تدريجي للدولار الأمريكي الذي استعاد بعضا من زخمه أمام العملات الرئيسية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
الذهب كان قد لامس يوم الجمعة أعلى مستوى له منذ الحادي عشر من أغسطس، الأمر الذي أثار توقعات بمواصلة الصعود، إلا أن تحركات الدولار وضعت ضغوطا على المعدن النفيس وأجبرته على التراجع من هذه القمة القصيرة.
في المعاملات الفورية انخفض الذهب بنسبة 0.2 بالمئة ليسجل نحو 3364.25 دولارا للأوقية، وهو تراجع محدود لكنه يعكس مدى حساسية السوق تجاه أي تغيير في مسار الدولار وأسعار الفائدة الأمريكية.
العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر شهدت بدورها انخفاضا نسبته 0.3 بالمئة لتستقر عند 3409.80 دولارات للأوقية، وهو ما يشير إلى أن المتعاملين في السوق يتجهون للحذر ترقبا لأي قرارات جديدة قد تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 بالمئة أمام سلة من العملات المنافسة لعب الدور الأبرز في هذا التراجع، حيث جعل المعدن الأصفر أكثر كلفة بالنسبة للمستثمرين الأجانب الذين يتعاملون بعملات أخرى.
توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية ما زالت قائمة بل وتتصاعد، إذ يرى كثير من المحللين أن الفيدرالي قد يلجأ إلى التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة لدعم النمو الاقتصادي، وهو ما يمنح الذهب دعما طويل الأمد رغم تراجعاته اللحظية.
المستثمرون عادة ما ينظرون إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين، لكن ارتباطه العكسي بسعر الدولار يجعله عرضة للتقلبات السريعة، فكل ارتفاع في العملة الأمريكية يقلل من شهية المستثمرين تجاه المعدن.
تاريخيا يشهد الذهب موجات صعود وهبوط مرتبطة مباشرة بسياسات الفائدة، فحين ترتفع العوائد على السندات الأمريكية يتراجع الإقبال عليه، وحين يتوقع المتعاملون خفض الفائدة يعود بريقه من جديد.
الأسواق العالمية في هذه الفترة تعيش حالة من الترقب، فالمؤشرات الاقتصادية الأمريكية متباينة، ما بين بيانات قوية عن سوق العمل وأخرى ضعيفة عن التضخم، وهو ما يجعل توقع قرارات الفيدرالي أمرا بالغ الصعوبة.
الفضة انخفضت أيضا في التعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة لتسجل 38.09 دولارا للأونصة، ما يؤكد أن الضغوط لا تطال الذهب وحده بل تمتد إلى باقي المعادن النفيسة في ظل صعود العملة الأمريكية.
البلاتين لم يكن في مأمن هو الآخر، حيث تراجع بنسبة 0.3 بالمئة ليصل إلى 1356.95 دولارا، فيما سجل البلاديوم خسائر أكبر نسبتها 0.6 بالمئة ليهبط إلى 1119.67 دولارا للأونصة، وهو أدنى مستوى له في أسابيع.
هذه التحركات المتزامنة في أسعار المعادن تؤكد أن السوق يتأثر حاليا بعامل واحد رئيسي هو مسار الدولار، فكلما ارتفع المؤشر الأمريكي تراجعت أسعار الأصول المقومة به بما في ذلك الذهب والفضة والبلاتين.
رغم ذلك يبقى هناك جانب من المستثمرين يترقبون فرص الشراء عند أي تراجع معتبرين أن هذه المستويات قد تشكل نقطة انطلاق جديدة، خاصة في حال تأكدت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وفي ضوء هذه المعطيات يبقى الذهب في دائرة الاهتمام كأداة للتحوط من المخاطر الاقتصادية، وعلى الرغم من هبوطه الطفيف اليوم فإن احتمالات صعوده مجددا تبقى قائمة بقوة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.