يؤكد الخبراء أن بعض الأدوية التي يتناولها المرضى لعلاج أمراض معينة قد تشكل خطراً خفياً على الصحة السمعية، إذ أظهرت تقارير طبية أن فئات محددة من العقاقير ترتبط مباشرة بفقدان السمع أو تدهور جودته بشكل ملحوظ.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتشير الدراسات إلى أن الأعراض الجانبية قد تبدأ بطنين مزعج في الأذن أو شعور بالدوار وفقدان تدريجي للتوازن، ثم قد تتطور لاحقاً إلى فقدان جزئي أو كامل لحاسة السمع.
صحيفة "إندبندنت" البريطانية نشرت تقريراً حديثاً استعرض قائمة تضم خمسة أنواع من الأدوية التي يمكن أن يكون لها آثار ضارة على الأذن الداخلية، وهو ما يجعل التعامل معها يتطلب قدراً عالياً من الحذر.
في مقدمة هذه الأدوية تأتي المضادات الحيوية المعروفة بالأمينوغليكوزيدات، والتي يتم وصفها في حالات العدوى الخطيرة مثل تعفن الدم أو التهاب السحايا أو مرض السل، ورغم فعاليتها العالية إلا أن استخدامها قد يحمل مخاطر تؤثر بشكل مباشر على حاسة السمع.
كما أوضح التقرير أن بعض الأدوية الخاصة بعلاج أمراض القلب وضغط الدم قد تسبب مشكلات سمعية إذا تم تناولها بجرعات عالية أو عن طريق الوريد، إذ ترتبط بعض مكوناتها بتأثيرات سلبية على الأذن الداخلية.
ولم تستثن القائمة أدوية العلاج الكيميائي، وخصوصاً تلك التي تحتوي على مادة البلاتين، حيث تعد من أكثر العقاقير سمية على الأذن، وغالباً ما يواجه المرضى الذين يخضعون لها ضعفاً ملحوظاً في السمع.
إلى جانب ذلك، أشار الخبراء إلى أن مسكنات الألم التقليدية مثل الأسبرين وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع عند تناولها بجرعات مرتفعة أو لفترات طويلة.
كذلك تناول التقرير تأثير الأدوية المضادة للملاريا مثل الكلوروكين والكينين، والتي وُجد أنها قد تسبب طنيناً في الأذن وتراجعاً في القدرة السمعية لدى نسبة ليست قليلة من المرضى.
إحدى الدراسات أشارت إلى أن ما بين 25 إلى 33 في المئة من حالات فقدان السمع كانت لدى أشخاص سبق لهم تناول أحد هذه الأدوية، ما يبرز خطورة الأمر ويدعو إلى إعادة النظر في وصفها إلا عند الضرورة القصوى.
الخبراء يشددون على أن التعامل مع هذه الأدوية لا بد أن يكون تحت إشراف طبي دقيق، مع ضرورة إجراء فحوصات سمعية دورية للمرضى الذين يعتمدون عليها لفترات طويلة.
كما ينصح الأطباء بضرورة إبلاغ المريض فوراً إذا ظهرت أي أعراض مثل الطنين أو الدوار أو ضعف السمع، حتى يتم التدخل السريع لتقليل الأضرار المحتملة.
ويؤكد المختصون أن الموازنة بين فوائد العلاج ومخاطره تعد خطوة أساسية في تحديد مدى الحاجة لهذه الأدوية، إذ قد تكون المنفعة العلاجية في بعض الحالات أكبر من خطر التأثير على السمع.
لكن على الجانب الآخر، فإن توعية المرضى بخطورة هذه الأدوية قد تساهم في تقليل حالات فقدان السمع المفاجئ، خاصة إذا التزموا بالإرشادات الطبية بدقة.
ويرى الأطباء أن الوقاية تظل الخيار الأفضل، سواء عبر التشخيص المبكر لأي مشكلة سمعية أو عبر البحث عن بدائل علاجية أقل خطورة كلما كان ذلك ممكناً.
وبذلك يتضح أن فقدان السمع ليس دائماً نتيجة طبيعية للتقدم في العمر أو لعوامل بيئية وإنما قد يكون مرتبطاً مباشرة ببعض الأدوية التي يتناولها المريض لعلاج أمراض أخرى.