تعليق الدراسة
"إمارة عسير" تفاجئ الجميع... تعليق الدراسة الحضورية اليوم وتحويلها إلى عن بعد
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

لم يكن إعلان تعليق الدراسة في منطقة عسير مجرد خبر عابر بل جاء محاطًا بالكثير من الغموض والتساؤلات التي لم تجد إجابة حتى الآن حيث وجد الأهالي أنفسهم أمام قرار غير متوقع أربك خططهم الدراسية واليومية بشكل كامل.
إقرأ ايضاً:راحة مؤقتة تكلف حياتك.. تحذير عاجل من طقطقة الرقبة العنيفة التي تضغط على الشرايين الحساسة"أمن سيبراني" لـ 200 موظف وموظفة في عسير.. التدريب التقني والمهني يطلق مبادرة جديدة

فبينما كان الطلاب يستعدون ليوم دراسي عادي في قاعاتهم وفصولهم جاء القرار المفاجئ ليقلب الموازين ويطرح علامات استفهام حول ما يحدث خلف الكواليس وما إذا كانت هناك معطيات خطيرة لم يُفصح عنها بعد.

إمارة المنطقة أعلنت أن الدراسة الحضورية ستتوقف يوم الثلاثاء ليتم تحويلها إلى نمط التعليم عن بُعد عبر منصة مدرستي وهو ما أثار فضول الأهالي والطلاب على حد سواء خاصة وأن صياغة القرار حملت نبرة استثنائية غير معتادة.

البيان الرسمي أشار إلى أن مركز الأرصاد هو من أطلق تحذيرات خطيرة بشأن حالة الطقس حيث وُضعت بعض المدن والقطاعات التعليمية تحت الإنذار الأحمر بما يعني أن الخطر أكبر من مجرد أمطار موسمية عابرة.

لكن ما الذي يميز هذه المرة عن غيرها من موجات الطقس التي شهدتها عسير في السنوات الماضية وكيف وصلت الأمور إلى درجة تستدعي إخراج الطلاب من مدارسهم عند الساعة الحادية عشرة صباحًا بدلًا من تعليق الدراسة بالكامل منذ البداية.

فجأة وجد طلاب القطاعات المشمولة بالتحذير الأحمر أنفسهم أمام يوم دراسي مبتور لا هو كامل ولا هو ملغى وهو ما فتح باب التكهنات بأن هناك سببًا آخر وراء القرار لم يتم الكشف عنه للعلن بعد.

المناطق المشمولة لم تكن عشوائية فقد شملت "تهامة مربة، البرك، القحمة، الحرجة، الربوعة، الفرشة، ردوم، تهامة ظهران الجنوب، فيفاء" إضافة إلى المدارس المسائية والتعليم المستمر في هذه النطاقات وهو ما أثار الانتباه لكونها مواقع محددة بعناية.

هذا التحديد الجغرافي عزز فكرة أن هناك خطورة خاصة تستهدف هذه المناطق تحديدًا ربما بسبب طبيعتها الجبلية أو قربها من مجاري السيول وهو ما يجعلها أكثر عرضة لمخاطر مناخية يصعب السيطرة عليها.

ومع ذلك لم يتوقف اللغز عند هذا الحد فالأرصاد تحدثت عن أمطار غزيرة ورياح شديدة وانعدام في مدى الرؤية الأفقية بل وتوقعت جريان سيول وصواعق رعدية ولكنها لم تكشف لماذا كان القرار هذه المرة أكثر صرامة من كل المرات السابقة.

الأغرب أن التحذيرات لم تقتصر على مناطق محدودة بل شملت نطاقًا واسعًا من عسير مثل أبها وأحد رفيدة وخميس مشيط والنماص وبلقرن وتنومة والمجاردة ورجال ألمع ومحايل وسراة عبيدة وظهران الجنوب وهي مناطق اعتادت على مثل هذه الأجواء سابقًا دون قرارات مشابهة.

الخبر أيضًا لم يتوقف عند حدود التعليم العام بل امتد صداه إلى الجامعات والمعاهد حيث أعلنت جامعة الملك خالد تعليق الدراسة الحضورية كما أصدرت منشآت التدريب التقني في الباحة وعسير قرارات مماثلة مما يفتح باب الأسئلة عن حجم خطورة الموقف.

الأهالي وجدوا أنفسهم أمام سيناريو لم يعهدوه من قبل ففي كل مرة كان القرار إما إلغاء الدراسة منذ بدايتها أو الإبقاء عليها بشكل طبيعي لكن هذه المرة جاء الحل وسطًا وهو ما أثار القلق والشكوك.

الأرصاد اكتفت بإعادة التأكيد على خطورة الأمطار والرياح ولكنها لم تفسر السبب الذي جعل هذه الحالة أكثر تهديدًا من غيرها وهو ما زاد قناعة الكثيرين بأن هناك تفاصيل لم يتم الإفصاح عنها بعد وأن المشهد يخفي وراءه أسرارًا غير معلنة.

ومع ذلك كان التعليم الإلكتروني عبر منصة مدرستي حاضرًا كبديل جاهز وهو ما دفع البعض للتساؤل هل كان القرار متوقعًا مسبقًا وهل جرى تجهيز المنصة لاستيعاب آلاف الطلاب في يوم استثنائي كهذا أم أن ما حدث مجرد استجابة سريعة للظروف.

الأهالي أيضًا بدأوا يربطون بين ما جرى في عسير والتحذيرات العالمية الأخيرة عن تقلبات مناخية غير مسبوقة في المنطقة مما فتح باب التخوف من موجة جوية تاريخية قد تكشف الأيام المقبلة عن حقيقتها وما إذا كانت مجرد بداية لفصل جديد من التحديات المناخية.

في النهاية يبقى المشهد معلقًا بين ما تم الإعلان عنه رسميًا وبين ما لم يُكشف بعد من أسرار الطقس في عسير ليظل القرار علامة استفهام كبرى ويترك الجميع في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كان تعليق الدراسة ليوم واحد فقط أم بداية لمسار أكثر خطورة.