في موقف إنساني مؤثر، جسّد ثلاثة شبان سعوديين أروع صور الشهامة والمروءة، بعدما سارعوا لمساعدة عائلة تعطّلت مركبتها على الطريق الرابط بين الطائف والرياض.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
لم يتردد الشبان ولو للحظة في مد يد العون، بل بادروا إلى نقل أفراد العائلة إلى مقر سكنهم بمدينة الرياض مستخدمين سياراتهم الخاصة، في وقت كان متأخرًا من الليل، الأمر الذي عكس القيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع السعودي وروح التكافل التي تميّز أبناءه.
عبد الله الغييثات الدوسري، والد العائلة، روى تفاصيل الحادثة لـ"سبق"، موضحًا أنه كان عائدًا من رحلة عائلية متجهًا إلى الرياض، وبعد أن تجاوز مدينة الطائف بمسافة تقارب المئة كيلومتر، تعطلت المركبة فجأة بسبب عطل فني لم يكن في الحسبان.
وأكد أنه حاول التعامل مع الموقف بهدوء، غير أن الدخان بدأ يتصاعد من المحرك بشكل لافت، ما اضطره للتوقف فورًا على جانب الطريق، والبحث عن مساعدة من المارة عبر الإشارة للمركبات العابرة.
ويضيف الدوسري أن لحظات القلق لم تطل، إذ توقفت أمامه ثلاث مركبات بشكل متتابع، وكان يقودها شبان في مقتبل العمر لا يتجاوزون العقد الثاني.
ويقول إن الشبان أظهروا سرعة بديهة وحسًا إنسانيًا عاليًا، حيث ساعدوه أولًا على إطفاء مصدر الدخان والتأكد من سلامة الوضع، ثم فاجأوه بإصرارهم على نقل أفراد عائلته إلى الرياض، رغم أن المسافة طويلة والوقت كان متأخرًا، وأشار إلى أن موقفهم جاء في وقت حرج، حيث كانت العائلة تضم نساءً وأطفالًا شعروا بالاطمئنان بمجرد تدخل هؤلاء الشبان.
وبينما استقل أفراد العائلة سيارات الشبان متجهين إلى الرياض، بقي الشباب الثلاثة عند المركبة المتعطلة لمتابعة إجراءات إصلاحها.
ويقول الدوسري إنهم لم يكتفوا بما قدموه من دعم، بل تواصلوا أيضًا مع سائق سطحة للتأكد من نقل السيارة بأمان حتى تصل إلى الرياض دون أي أضرار إضافية، وهو ما يعكس حرصهم على إتمام الموقف الإنساني للنهاية بروح من المسؤولية والتكافل.
واختتم الدوسري حديثه بتوجيه كلمات شكر وعرفان للشبان الثلاثة: بدر بن راشد العرق، وصالح بن راشد العرق، وعلي بن هادي العرق آل مرة، مؤكدًا أن ما فعلوه سيظل محفورًا في ذاكرة أسرته كدرس في الشهامة والوفاء، وأن هذا الموقف الإنساني يجسد القيم العريقة التي تربى عليها أبناء المملكة.
وأضاف أن هذه القصة تمثل امتدادًا للإرث المجتمعي الذي يجعل السعوديين يقفون دائمًا إلى جانب من يحتاج إليهم، سواء كانوا يعرفونه أو لا.
هذا المشهد الذي حدث على الطريق الرابط بين الطائف والرياض، يسلط الضوء على قيمة عميقة في المجتمع السعودي، وهي مساعدة الغير دون انتظار مقابل، وإعلاء روح التضامن في المواقف الصعبة.
فمثل هذه الحكايات البسيطة تحمل في جوهرها رسالة إنسانية كبيرة، مفادها أن الشهامة لا تزال حاضرة بقوة في نفوس الشباب، وأن ما يقومون به من مواقف نبيلة يبرهن على أن القيم لا تزول مهما تغير الزمن.
قصة بدر وصالح وعلي مع عائلة الدوسري، لم تكن مجرد واقعة عابرة على الطريق، بل تجسيد عملي لمعنى الإيثار وتقديم مصلحة الآخرين على المصلحة الشخصية، فهي تذكير بأن المجتمعات تبنى على مثل هذه المواقف النبيلة.
وأن قوة أي وطن تكمن في أخلاق أبنائه وقدرتهم على الوقوف جنبًا إلى جنب وقت الشدة، وما فعله هؤلاء الشباب ليس فقط إنقاذًا لعائلة تعطلت مركبتها، بل هو أيضًا رسالة أمل بأن الشهامة ستبقى دائمًا عنوانًا لأبناء السعودية.