يقترب المدافع الإسباني إيمريك لابورت من وضع نقطة النهاية لمسيرته القصيرة مع نادي النصر السعودي، وسط مؤشرات قوية تؤكد عودته إلى فريقه السابق أتلتيك بيلباو الإسباني بعد مفاوضات شهدت انفراجة ملموسة خلال الساعات القليلة الماضية.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
وبحسب مصادر مطلعة فإن لابورت بات على أعتاب الرحيل عن صفوف النصر بعد أن خرج من حسابات الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي أبدى صراحة عدم رغبته في استمرار المدافع المخضرم مع الفريق خلال الموسم الجديد.
وجاء قرار المدرب ليزيد قناعة لابورت بعدم جدوى بقائه ضمن الفريق، خصوصًا بعد استبعاده من المعسكر الإعدادي الأول للموسم، الأمر الذي فسره اللاعب بأنه خطوة واضحة من النادي للتخلص منه ودفعه للرحيل بأي طريقة ممكنة.
وأكد مصدر مقرب من اللاعب لصحيفة "عاجل" أن قرار الرحيل بات شبه محسوم، مشيرًا إلى أن الخلاف الوحيد الذي تسبب في تعطل الاتفاق مؤقتًا كان رغبة لابورت في مغادرة النادي دون مقابل مالي مع الحفاظ على كافة مستحقاته المالية المتبقية.
وتعكس هذه الخطوة رغبة لابورت في إغلاق صفحة النصر بهدوء دون الدخول في أي صدامات قانونية أو مالية، لا سيما أنه لم يتلق إشارات إيجابية من الإدارة أو الطاقم الفني بشأن إمكانية منحه فرصة جديدة لإثبات نفسه داخل الفريق.
وانضم لابورت إلى النصر في صيف عام 2023 قادمًا من مانشستر سيتي الإنجليزي في صفقة بلغت قيمتها نحو 27.5 مليون يورو، وكانت التوقعات مرتفعة بشأن تأثيره الدفاعي وقدرته على تقديم الإضافة المرجوة في مختلف البطولات.
ورغم البداية القوية له بقميص العالمي، إلا أن تجربته مع الفريق لم تخلو من المطبات، حيث عانى من تراجع في المستوى وتكرار الإصابات، ما حال دون ظهوره بالمستوى الذي كانت تنتظره الجماهير والإدارة على حد سواء.
وخلال موسمه الوحيد مع النصر، خاض لابورت 69 مباراة في كافة المسابقات، تمكن خلالها من تسجيل 9 أهداف وصناعة هدف وحيد، وهي أرقام جيدة بالنظر إلى مركزه الدفاعي إلا أنها لم تكن كافية لضمان استمراره ضمن التشكيلة الأساسية.
وتعرض لابورت خلال الفترة الماضية لموجة انتقادات بسبب أدائه المتذبذب، في الوقت الذي بدأ فيه الفريق البحث عن عناصر أجنبية جديدة في مراكز الدفاع، ما عجل بقرار الاستغناء عنه لإفساح المجال أمام تعاقدات جديدة.
وتشير التقارير إلى أن نادي أتلتيك بيلباو يتابع موقف اللاعب عن كثب، حيث أبدى استعداده لاحتضانه مجددًا، خاصة أن لابورت سبق وأن دافع عن ألوان الفريق الباسكي لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي في تجربة ناجحة.
ويرى كثيرون أن العودة إلى بيلباو قد تكون بمثابة طوق نجاة للاعب الإسباني لاستعادة مستواه السابق والعودة للواجهة مجددًا بعد موسم غير موفق في الملاعب السعودية التي لم يتأقلم معها بالشكل المنتظر.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة حسم تفاصيل الصفقة بشكل رسمي، خاصة بعد تليين الموقف من جانب النصر بشأن بعض المطالب المالية في محاولة للتخلص من اللاعب بشكل ودي وتجنب تصعيد الأمور.
ويبدو أن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق مبدئي يرضي رغبة لابورت في المغادرة مع حفاظه على جزء من مستحقاته، مقابل تسوية نهائية لعقده الممتد حتى يونيو 2026 والذي لن يتم استكماله في ظل الظروف الحالية.
وتبلغ القيمة السوقية الحالية للمدافع الإسباني نحو 15 مليون يورو بحسب موقع "ترانسفير ماركت"، ما يجعله هدفًا مغريًا للعديد من الأندية الأوروبية التي تبحث عن دعم الخطوط الخلفية بخبرة دولية وتمركز دفاعي عالٍ.
ومع اقتراب الموسم الجديد، تسعى إدارة النصر إلى إعادة هيكلة صفوف الفريق وتحديد قائمة اللاعبين الأجانب القادرين على صناعة الفارق، فيما يبدو لابورت أحد أبرز ضحايا هذه المراجعة التي تنذر بتغييرات أخرى مرتقبة.