ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة بعد ارتكابه تجاوزات بيئية داخل نطاق محمية الملك سلمان الملكية، حيث قام بدخول المحمية بشكل غير قانوني، إضافة إلى قيامه بالرعي باستخدام عدد كبير من الإبل في مواقع يمنع فيها ذلك تمامًا.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأوضحت الجهات الأمنية أن المواطن خالف الأنظمة المعتمدة من خلال إدخال أربعين متنًا من الإبل إلى أراضٍ محمية يمنع فيها الرعي للحفاظ على التوازن البيئي والحياة الفطرية التي تحتويها المحمية، مما يمثل اعتداءً مباشرًا على تلك المناطق الحساسة.
وتُعد محمية الملك سلمان من أكبر المحميات الطبيعية في المملكة، وتخضع لأنظمة صارمة تحدد أسس الدخول والرعي والصيد، وتهدف إلى حماية النظم البيئية والتنوع الحيوي الذي تحتويه، ما يجعل مخالفتها أمرًا بالغ الخطورة.
وأكدت القوات الخاصة للأمن البيئي أن هذه المخالفة تنقسم إلى شقين أساسيين، أولهما دخول منطقة محمية دون تصريح، والثاني الرعي في مناطق محظور استخدامها لهذا الغرض، وهي سلوكيات تخالف نظام البيئة المعتمد في المملكة.
وشددت على أن العقوبات التي تُطبق على هذه المخالفات تهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على البيئة، حيث حُددت غرامة مالية قدرها خمسة آلاف ريال على من يدخل المحميات دون تصريح رسمي من الجهات المختصة.
أما عقوبة الرعي في المحميات فتصل إلى خمسمائة ريال عن كل متن من الإبل، مما يرفع قيمة الغرامة الإجمالية إلى عشرين ألف ريال عن هذه المخالفة وحدها، ليصل مجموع الغرامات التي يواجهها المخالف إلى خمسة وعشرين ألف ريال.
وأشارت القوات إلى أن الجهات البيئية والرقابية تعمل بتناغم لضبط هذه السلوكيات غير النظامية، ويتم التعامل مع المخالفين وفق الإجراءات النظامية المتبعة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات التي تضر بالبيئة والحياة الفطرية.
ودعت القوات جميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالأنظمة المعتمدة الخاصة بالمحميات الطبيعية وعدم تجاوز الحدود التي وضعتها الجهات المختصة، مشيرة إلى أن الهدف ليس العقوبة بقدر ما هو الحفاظ على مقدرات الوطن البيئية.
كما حثت أفراد المجتمع على الإبلاغ عن أي تجاوزات بيئية أو سلوكيات تشكل خطرًا على البيئة الطبيعية أو الكائنات الفطرية، معتبرة أن المشاركة المجتمعية عنصر أساسي في تحقيق الاستدامة البيئية بالمملكة.
وخصصت القوات أرقامًا لتلقي البلاغات في مختلف المناطق، حيث يمكن الاتصال على الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، بينما يمكن استخدام الرقمين 999 و996 في بقية مناطق المملكة.
وأوضحت أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بسرية تامة لحماية هوية المبلغين، وأنه لن تترتب على المبلغ أي مسؤوليات قانونية أو إدارية نتيجة البلاغ، ما يعزز من ثقة المجتمع في الإبلاغ والمشاركة في حماية البيئة.
وأكدت أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة بين الأجهزة الرسمية والمواطنين، وأن دعم الجهود الرقابية من قبل أفراد المجتمع يسهم بشكل كبير في الحد من المخالفات وضمان التوازن البيئي للأجيال القادمة.
ويأتي هذا التحرك في إطار الحملة الوطنية الأوسع لحماية البيئة التي أطلقتها الجهات المختصة، والتي تشمل مراقبة المحميات الطبيعية والتصدي لممارسات الرعي الجائر والصيد غير النظامي والتعديات على الحياة الفطرية.
ويُذكر أن القوات الخاصة للأمن البيئي تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ هذه السياسات من خلال التواجد الميداني والرصد المستمر لكافة الأنشطة التي تتم في المحميات والمناطق البيئية ذات الحساسية الخاصة.
وتستمر القوات في حملاتها لضبط المخالفين وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بحقهم دون تهاون، تأكيدًا على أن حماية البيئة أولوية وطنية لا تقبل التهاون، وركيزة أساسية لتحقيق رؤية المملكة في الاستدامة البيئية.