شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا في تداولات اليوم، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وذلك رغم تجدد المخاوف في الأسواق العالمية بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في اتخاذ قراراته النقدية بعيدًا عن الضغوط السياسية.
وجاء هذا التراجع في أسعار الذهب بعد أن لامس المعدن الأصفر أعلى مستوياته منذ الحادي عشر من أغسطس خلال تعاملات يوم أمس الثلاثاء، مدفوعًا بموجة شراء قوية نتيجة توترات اقتصادية وسياسية متصاعدة.
وفي التفاصيل، تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى مستوى 3384.49 دولارًا للأوقية (الأونصة)، في وقت استقرت فيه العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر عند 3434.20 دولارًا، ما يشير إلى حذر في تحركات المستثمرين وسط تقلبات الأسواق.
ويرى مراقبون أن ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل سلة العملات الرئيسية ساهم بشكل مباشر في تقييد مكاسب الذهب، حيث يجعل ارتفاع العملة الأمريكية الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب.
ويُعد الذهب أحد الأصول الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي أو الاقتصادي، إلا أن تحركات الدولار والسياسات النقدية تظل من أبرز المؤثرات على مسار الأسعار.
وفي ظل تزايد الجدل حول مدى استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي، بدأت الأسواق تأخذ في الحسبان احتمالات التأثير السياسي على قرارات الفائدة المستقبلية، وهو ما يضيف عنصرًا جديدًا من عدم اليقين في المشهد الاقتصادي الأمريكي.
من جانب آخر، تشير التقديرات إلى أن موقف الفيدرالي الأمريكي ما زال يتسم بالحذر حيال تخفيض أسعار الفائدة، في ظل بيانات اقتصادية متباينة حول التضخم وسوق العمل.
ويتوقع بعض المحللين أن يُبقي البنك المركزي الأمريكي على سياسته الحالية لفترة أطول مما كان متوقعًا، وهو ما يعزز من قوة الدولار ويضغط على أسعار الذهب بشكل مستمر.
كما تلعب التوترات الجيوسياسية العالمية، إلى جانب البيانات الاقتصادية من الصين وأوروبا، دورًا في تحديد توجهات المستثمرين في أسواق المعادن الثمينة.
ومع تراجع مؤشرات النمو في عدة اقتصادات كبرى، يُنظر إلى الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات، غير أن ارتفاع العائدات على السندات الأمريكية وتماسك الدولار يحدّان من هذا الاتجاه.
ورغم الانخفاض الطفيف في أسعار الذهب اليوم، يرى بعض المحللين أن المعدن الأصفر لا يزال يحتفظ بجاذبيته على المدى المتوسط والطويل، خاصة في ظل التوقعات باستمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، وتنامي المخاوف بشأن معدلات الدين العالمية والسياسات المالية التوسعية في عدد من الدول الكبرى.
ويتابع المستثمرون عن كثب ما ستسفر عنه التصريحات المقبلة من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب البيانات الاقتصادية المرتقبة، لتحديد مسار السياسة النقدية، والتي سيكون لها تأثير مباشر على أسعار الذهب والدولار خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل هذه المعطيات، يُرجح أن تبقى الأسواق في حالة ترقب مع ميل طفيف نحو التحفظ، بانتظار ما ستؤول إليه المؤشرات خلال الأسابيع القادمة.