انسحاب نادي الهلال من صفقة التعاقد مع الحارس أحمد الكسار أثار الكثير من التساؤلات بين الجماهير، خصوصاً وأن اسم اللاعب كان مطروحاً بقوة لتدعيم مركز الحراسة في الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، لكن القرار المفاجئ بعدم المضي في الصفقة كشف عن تفاصيل غير متوقعة جعلت الإدارة تغيّر مسارها في اللحظة الأخيرة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
الهلال كان يبحث منذ فترة عن بديل مؤقت للحارس الأساسي ياسين بونو، الذي يستعد للالتحاق بمنتخب بلاده المغرب للمشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا المقررة انطلاقها نهاية الشهر الجاري، وهو ما جعل ملف الحارس الجديد يشكل أولوية قصوى لدى إدارة النادي والجهاز الفني.
التقارير الصحفية أوضحت أن أحمد الكسار كان بالفعل الخيار الأول لإدارة الهلال، حيث يتمتع بخبرة كبيرة في الدوري السعودي وقدرة على التعامل مع الضغوط الكبيرة التي يشهدها مركز الحراسة في فريق بحجم الهلال، لذلك بدا الاتفاق في مراحله النهائية قبل أن تتبدد الآمال فجأة.
الصفقة توقفت بعد تعرض الكسار لإصابة قوية أثناء مشاركته في مباراة القادسية أمام الأهلي ضمن بطولة السوبر، حيث أظهرت الفحوصات الأولية أن الإصابة ليست بسيطة، ما يعني أن اللاعب سيغيب عن الملاعب لفترة طويلة، وهو ما دفع إدارة الهلال إلى التراجع عن إتمام التعاقد.
مصادر مقربة من اللاعب أكدت أن الإصابة قد تتطلب تدخلاً جراحياً، وهو ما يجعل فترة غيابه غير محددة بشكل قاطع، وهو عامل زاد من مخاوف إدارة الهلال التي فضلت صرف النظر عن الصفقة لتجنب المخاطرة بالتعاقد مع لاعب غير جاهز بدنياً في وقت حساس.
إدارة الهلال وجدت نفسها أمام خيار صعب، فهي بحاجة ماسة إلى حارس بديل يعوض غياب بونو، وفي الوقت نفسه لا يمكنها المغامرة بانتظار عودة الكسار المجهولة، لذلك جاء القرار بالانسحاب من الصفقة والبدء في البحث عن بدائل أخرى أكثر جاهزية.
الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي يتابع حالياً عدداً من الأسماء المرشحة لتولي هذه المهمة، حيث يجري تقييم عدة ملفات لحراس مرمى محليين وأجانب، وذلك لضمان حسم الاختيار قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية.
الهلال لا يملك رفاهية الوقت، فالموسم الجديد سيشهد ضغطاً كبيراً في جدول المباريات سواء على الصعيد المحلي أو القاري، وبالتالي فإن مركز الحراسة يحتاج إلى عنصر إضافي يتمتع بالجاهزية الكاملة ويملك القدرة على تقديم مستويات مستقرة.
الجماهير الهلالية بدورها تابعت عن كثب تفاصيل الصفقة، وعبّرت عن تفهمها لقرار الإدارة بالانسحاب، معتبرة أن التعاقد مع حارس مصاب لن يخدم الفريق في هذه المرحلة، بل ربما يزيد من صعوبة الموقف مع اقتراب الاستحقاقات المهمة.
الخيارات أمام الهلال لا تزال مفتوحة، فالسوق الكروي يضم عدداً من الأسماء التي يمكن أن تكون بديلاً مناسباً، لكن حسم الملف يحتاج إلى سرعة في اتخاذ القرار لتفادي دخول الفريق في المباريات المقبلة دون غطاء كافٍ في مركز الحراسة.
رغم انسحاب الهلال من صفقة الكسار إلا أن ذلك يعكس حرص الإدارة على اختيار العناصر الأكثر جاهزية، وهو ما يتماشى مع سياسة النادي في الاعتماد على لاعبين قادرين على تقديم الإضافة الفورية، خصوصاً في المراكز الحساسة مثل حراسة المرمى.
المتابعون يرون أن إنزاغي سيضع بصمته في هذا الملف، إذ يسعى المدرب الإيطالي إلى بناء فريق متكامل يوازن بين النجوم الأجانب والعناصر المحلية، ومن المؤكد أن الحارس الجديد سيكون ضمن اختياراته الدقيقة التي تراعي الاحتياجات التكتيكية للفريق.
الجدير بالذكر أن فترة الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي تنتهي في العاشر من سبتمبر، وهو ما يمنح الهلال فترة زمنية قصيرة لحسم خياره النهائي، وسط توقعات بأن يتم الإعلان عن الحارس الجديد خلال أيام قليلة فقط.
قرار الهلال بالانسحاب من صفقة الكسار وإن كان مفاجئاً للبعض، إلا أنه يعكس واقعية الإدارة ورغبتها في الابتعاد عن المخاطرة، مع التركيز على جلب لاعب جاهز يمكنه تحمل المسؤولية في أصعب الفترات، وهو ما يجعل هذا الملف محط أنظار جماهير الزعيم حتى لحظة الإعلان الرسمي عن الاسم الجديد.