أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين خدمة جديدة تحمل اسم خدمة التنقل الموحدة التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في تسهيل حركة ضيوف الرحمن داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تعتمد الخدمة على منصة رقمية شاملة تتيح إمكانية الحجز المسبق للعربات ووسائط النقل بطريقة تقنية مرنة وسهلة الاستخدام، بما يلبي احتياجات مختلف الفئات.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وجاء تدشين الخدمة ضمن فعاليات يوم السعودية الرقمية الذي نظمته هيئة الحكومة الرقمية في رحاب جامعة طيبة، حيث استعرض المهندس محمد الصقر نائب الرئيس للتحول الرقمي في الهيئة مسيرة الإنجازات السابقة في مجال خدمات النقل داخل الحرمين، موضحًا أن هذه الخطوة تمثل تتويجًا لجهود تطويرية متواصلة هدفت إلى دمج الوسائل المختلفة تحت مظلة واحدة.
وأوضح الصقر أن المنصة الجديدة تجمع بين العربات الكهربائية وعربات الدفع والعربات المجانية في نظام موحد، بحيث تتيح للمستخدمين الاطلاع على جميع الخيارات واتخاذ القرار المناسب، مع ضمان الأتمتة الكاملة لمراحل الخدمة بدءًا من الحجز وحتى التقييم بعد الاستخدام، وهو ما يسهم في تعزيز تجربة المستفيدين بشكل شامل.
وأشار إلى أن النظام يوفّر خيارات متعددة اللغات لضيوف الرحمن، ما يضمن وصول المعلومات بدقة إلى الزوار من مختلف دول العالم، كما أن جميع عمليات الحجز والدفع تتم بشكل إلكتروني كامل، بما يتماشى مع أهداف التحول الرقمي الشامل الذي تسعى إليه المملكة ضمن رؤية 2030.
وأكد أن الهيئة حرصت على أن تكون هذه الخدمة موجهة بالدرجة الأولى للفئات الأكثر حاجة مثل كبار السن وذوي الإعاقة، لضمان سهولة تنقلهم وأدائهم لشعائرهم بيسر وسلاسة، مع توفير تجربة رقمية متكاملة تجعل الوصول إلى الخدمة واستخدامها متاحًا للجميع.
وبيّن أن الخدمة لا تقتصر على الحجز الإلكتروني فقط بل تتضمن كذلك توفير محتوى إثرائي تعريفي يساعد المستفيدين على معرفة كيفية الاستفادة من المنصة بأفضل شكل ممكن، إضافة إلى وجود فرق دعم ميداني مهيأة للتعامل مع أي استفسارات أو صعوبات قد يواجهها المستخدمون.
وكشف أن الهيئة خصصت 13 موقعًا داخل المسجد الحرام لتفعيل هذه الخدمة بشكل عملي وفوري، على أن يتم التوسع لاحقًا لتغطية المسجد النبوي، بما يعكس خطة طويلة المدى تستهدف توفير أوسع نطاق ممكن من التسهيلات لضيوف الرحمن.
وأوضح أن المنصة تهدف أيضًا إلى رفع الكفاءة التشغيلية عبر توحيد الجهود وقياس الأداء بشكل دقيق، ما يعزز من جودة الخدمات ويجعلها أكثر تنظيمًا ومرونة، ويضع الأساس لتطوير منتجات رقمية مبتكرة مستقبلاً.
وأشار الصقر إلى أن هذه الخدمة تحقق إنجازًا مهمًا على صعيد التحول الرقمي بنسبة 100%، وهو ما يمثل علامة فارقة في مسار تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، مؤكداً أن النجاح في هذه الخطوة يعد بداية لمزيد من المبادرات التقنية المستقبلية.
وأضاف أن ما يميز المنصة أيضًا هو تركيزها على التجربة الشمولية للمستخدم، حيث لا تقتصر على الحجز والنقل فقط بل تمتد إلى تقييم الخدمة ما بعد الاستخدام، وهو ما يمنح الهيئة بيانات مهمة لتحسين مستوى الخدمات بشكل مستمر.
وأوضح أن دعم سبع لغات أساسية في المنصة يعكس إدراك الهيئة لأهمية تنوع خلفيات المستخدمين الثقافية واللغوية، مما يسهل على الزوار التفاعل مع الخدمة دون أي عوائق، ويمنحهم شعورًا أكبر بالراحة والطمأنينة.
وأكد أن هذه المبادرة تأتي في سياق الجهود الواسعة التي تبذلها الهيئة لتعزيز مكانة الحرمين الشريفين كنموذج عالمي في إدارة الحشود وخدمة الزوار، مع التركيز على استثمار التقنيات الحديثة لتحقيق أقصى درجات الكفاءة والراحة.
ولفت إلى أن الخدمة ليست مجرد خطوة إدارية وإنما رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء منظومة تنقل رقمية متكاملة تخدم ملايين الزوار سنويًا، وتجعل من تجربة الحج والعمرة أكثر يسرًا وتيسيرًا بما يتماشى مع تطلعات القيادة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الهيئة ستواصل تطوير الخدمة والبحث عن ابتكارات جديدة بالتعاون مع المبتكرين في المجال الرقمي، بما يضمن أن تبقى الحرمين الشريفين في طليعة التجارب العالمية التي تمزج بين الروحانية العميقة والخدمات العصرية المتقدمة.