تطوير الطرق
"أنسنة الطرق.. مشروع الجبيل يعزز السلامة المرورية ويقلل الانبعاثات الكربونية"
كتب بواسطة: احمد عادل |

بدأت بلدية محافظة الجبيل بالتعاون مع إدارة المرور في المحافظة خطوات جادة نحو تطوير طريق الملك عبد العزيز الذي يمتد من دوار الحمراء وحتى دوار الميناء، ويعد هذا الطريق أحد أهم الشرايين الحيوية التي تخدم الحركة اليومية للسكان والزوار وتربط بين مناطق مركزية وأساسية في المحافظة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويشمل المشروع تطويرًا شاملا للبنية التحتية المرورية من خلال إلغاء ست إشارات ضوئية رئيسية على الطريق، وذلك بهدف تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل التوقفات المتكررة التي تعيق تدفق المركبات وتؤدي إلى ازدحامات في أوقات الذروة، وهو ما يعزز من مستويات السلامة على الطريق ويسهل حركة النقل.

كما تتضمن الخطط إعادة تصميم المسارات المخصصة للمشاة وراكبي الدراجات بما يواكب أعلى معايير السلامة ويساهم في تقليل الانبعاثات الناتجة عن عوادم المركبات، ويأتي ذلك في إطار حرص البلدية على دعم توجهات حماية البيئة والحد من التلوث وتعزيز مكونات المشهد الحضري.

وتعد مبادرة أنسنة طريق الملك عبد العزيز أحد أبرز مكونات المشروع، إذ تهدف إلى خلق بيئة حضرية صديقة للإنسان تراعي احتياجات جميع فئات المجتمع بما في ذلك الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، حيث يسعى المشروع إلى جعل الطريق أكثر أمانًا ومرونة بما يعزز التفاعل الاجتماعي بين الأفراد ويشجع على ممارسة أنشطة متنوعة في فضاء عام متكامل.

ويركز المشروع على إعادة صياغة العلاقة بين السكان والفراغات العامة من خلال تصميمات حضرية جديدة توفر عناصر جمالية وعملية، كما تهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة وتحقيق الاستفادة القصوى من المرافق العامة بما يتماشى مع مستهدفات التنمية العمرانية المستدامة في المحافظة.

ويمتد المشروع بطول اثني عشر كيلومترًا على امتداد الطريق، ويتضمن إعادة تنظيم مواقف السيارات بطريقة أكثر كفاءة تساعد في الحد من العشوائية في الاصطفاف، كما يشمل إدخال مسارات دوران خلفية لتسهيل الحركة المرورية دون التأثير على التدفق العام للسير مما يقلص زمن الرحلة على الطريق بشكل ملحوظ.

وقد أوضحت الدراسات الفنية أن تطبيق هذه التعديلات سيؤدي إلى تقليص زمن الرحلة على الطريق من ثماني عشرة دقيقة وثلاث وعشرين ثانية إلى تسع دقائق وسبع عشرة ثانية فقط، أي بانخفاض يتجاوز خمسين في المئة من الوقت المستغرق في التنقل، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تجربة مستخدمي الطريق.

ولم تقتصر الخطة على طريق الملك عبد العزيز فقط، بل شملت أيضًا تطوير طرق أخرى في المحافظة حيث سيتم إلغاء دوار وإشارة مرورية على طريق الملك فيصل الشمالي، إضافة إلى إلغاء ثلاث إشارات أخرى على طريق الملك فيصل الغربي، ليصل إجمالي الإشارات المرورية الملغاة إلى عشر إشارات يتم استبدالها بمسارات دوران خلفية أكثر أمانًا.

ويؤكد هذا التوجه الشامل على حرص الجهات المعنية على تحقيق انسيابية أكبر في حركة المركبات داخل المحافظة وتخفيف الضغط على الشوارع الحيوية بما يضمن تقليل الحوادث الناجمة عن التوقفات المفاجئة وتحسين كفاءة النقل بشكل عام.

كما أوضح القائمون على المشروع أن إدخال المسارات الخلفية سيوفر بدائل ذكية ومرنة للسائقين، ويساعد على تقليل الاختناقات المرورية التي كانت تتسبب بها الإشارات السابقة، فضلًا عن ضمان تدفق مستمر للحركة المرورية مع تقليل معدلات التلوث البيئي الناتجة عن وقوف السيارات لفترات طويلة.

ونوه المهندس بادي بن فهيد القحطاني إلى أن هذه الجهود تمثل امتدادًا لرؤية بلدية الجبيل في تطوير شبكة الطرق وتحويلها إلى منظومة أكثر كفاءة وحداثة، مع التركيز على رفع مستوى الخدمات الحضرية لتكون متماشية مع تطلعات المجتمع المحلي واحتياجاته اليومية.

وأضاف أن المشروع يتكامل مع استراتيجية شاملة لتطوير البنية التحتية للمحافظة، حيث لا يقتصر على الجانب المروري فقط بل يهدف أيضًا إلى تعزيز المشهد الحضري وتحقيق الاستدامة في جميع مكونات الطرق العامة بما يسهم في بناء بيئة حضرية أكثر ملاءمة للسكان والزوار.

وأشار القحطاني إلى أن هذه الخطوات تأتي استجابة لتوجهات التنمية الوطنية التي تركز على تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالخدمات الأساسية، كما أنها تمثل نموذجًا لتعاون فعّال بين بلدية المحافظة وإدارة المرور في سبيل تحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المواطن والمقيم.

واختتم بأن العمل مستمر في تنفيذ هذه المشروعات وفق خطة زمنية محددة، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة في التنفيذ والمتابعة لضمان أن تحقق الأهداف المرجوة، مؤكدا أن النتائج ستنعكس بشكل مباشر على حركة النقل اليومي ومستوى راحة السكان في محافظة الجبيل.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار