الدفاع المدني
"الأرصاد تحلل الموجة المطرية.. منخفض جوي ورطوبة عالية يتسببان في أمطار غزيرة وبرد"
كتب بواسطة: سماء سالم |

شهدت المديرية العامة للدفاع المدني في المملكة حالة استنفار جديدة بعدما أعلنت استمرار التقلبات الجوية المصحوبة بأمطار رعدية على معظم المناطق حتى يوم الاثنين المقبل، ودعت المواطنين والمقيمين إلى ضرورة توخي الحذر والالتزام بالتعليمات الرسمية التي تبث عبر القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مع التشديد على أهمية البقاء في أماكن آمنة وعدم الاقتراب من مجاري السيول والأودية أو محاولة السباحة فيها لما قد تشكله من خطورة بالغة.
إقرأ ايضاً:"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام"صيد ثمين" لـ "نزاهة" في أكبر حملة رقابية.. إيقاف 17 موظف ومقيم في جرائم فساد

وأكدت المديرية أن الحالة الجوية الحالية تحمل طابعاً استثنائياً من حيث شموليتها وتنوع مظاهرها بين الأمطار المتوسطة والغزيرة والرياح الهابطة المثيرة للأتربة والغبار، مشيرة إلى أن خطط الطوارئ الميدانية تم تفعيلها بالتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ قد ينجم عن هذه الظروف الجوية.

وتوقعت التقارير أن تشهد منطقة مكة المكرمة نصيباً وافراً من هذه الحالة المطرية، حيث يُنتظر هطول أمطار تتراوح بين المتوسطة والغزيرة مصحوبة بتساقط حبات البرد وجريان السيول، مع هبوب رياح نشطة قد تحد من مدى الرؤية الأفقية، وتشمل الحالة العاصمة المقدسة وعدداً من المحافظات مثل الطائف والجموم والكامل وأضم والعرضيات والليث والقنفذة إضافة إلى رنية وتربة والخرمة والمويه وبحرة.

ولم تقتصر التحذيرات على منطقة مكة وحدها بل شملت أيضاً منطقة الرياض التي ستتأثر بأمطار خفيفة إلى متوسطة، إلى جانب رياح هابطة محملة بالأتربة والغبار، ويتوقع أن تمتد الحالة لتغطي محافظات عدة منها السليل ووادي الدواسر وعفيف والدوادمي والغاط والزلفي والمجمعة، مما يستوجب الحيطة خصوصاً على الطرق السريعة والمكشوفة.

كما أوضحت المديرية أن مناطق جازان وعسير والباحة إضافة إلى منطقة المدينة المنورة ستكون على موعد مع أمطار متوسطة إلى غزيرة خلال الأيام المقبلة، وهو ما قد يرفع احتمالية جريان الأودية والشعاب في تلك المناطق الجبلية، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الحذر من قائدي المركبات والمتنزهين.

وفي السياق ذاته ستشهد منطقة نجران بدورها استمراراً لهطول الأمطار الغزيرة، فيما ستتأثر بعض المناطق الأخرى مثل حائل والقصيم والمنطقة الشرقية بأمطار خفيفة إلى متوسطة، وهو ما يبرز اتساع رقعة الحالة الجوية وشمولها لمعظم مناطق المملكة في وقت واحد.

الدفاع المدني جدد مناشداته لجميع أفراد المجتمع بعدم المجازفة بعبور الأودية والشعاب مهما بدا الوضع آمناً، مشدداً على أن جريان السيول قد يكون مفاجئاً وسريعاً بما يفوق قدرة الإنسان أو المركبة على التعامل معه، داعياً في الوقت ذاته إلى متابعة النشرات والتحذيرات الرسمية أولاً بأول.

وأشار خبراء الأرصاد إلى أن هذه الموجة المطرية تأتي نتيجة امتداد منخفض جوي تزامن مع رطوبة عالية في طبقات الجو العليا، ما ساعد على تكون السحب الركامية الرعدية بكثافة فوق معظم مناطق المملكة، لتشكل بذلك حالة مناخية مركبة تستدعي أقصى درجات الاستعداد والتأهب.

وحرصت الجهات المختصة على تفعيل خطط الطوارئ ونشر الفرق الميدانية في مختلف المواقع المحتملة لتجمع المياه، مع التأكيد على جاهزية مراكز الإيواء لاستقبال أي حالات طارئة قد تنجم عن غزارة الأمطار أو انقطاع الطرق، إلى جانب التنسيق مع القطاعات الصحية والخدمية لتقديم الدعم الفوري عند الحاجة.

كما دعت المديرية العامة للدفاع المدني أولياء الأمور إلى مراقبة أبنائهم خلال هذه الفترة ومنعهم من النزول إلى مجاري السيول أو الاقتراب من تجمعات المياه، مشيرة إلى أن السلامة الفردية تبدأ من الالتزام بالتعليمات والوعي بخطورة التهاون مع التحذيرات المتكررة.

وأكدت في الوقت نفسه أن التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة خلال الأعوام الأخيرة باتت تستدعي مزيداً من الوعي المجتمعي، خاصة أن مثل هذه الحالات المطرية قد تمتد لعدة أيام وتخلف وراءها آثاراً ميدانية كبيرة، الأمر الذي يحتم على الجميع التعامل معها بجدية.

وطالبت المديرية قائدي المركبات بتجنب السرعة الزائدة أثناء هطول الأمطار أو في حال انعدام الرؤية بسبب الغبار والأتربة، داعية إلى استخدام وسائل السلامة المرورية والالتزام بالإشارات والتحذيرات التي تبث عبر الشاشات الإلكترونية على الطرق الرئيسة.

وأشارت إلى أن التزام الأفراد بالتعليمات الوقائية يعزز من قدرة الأجهزة المعنية على أداء مهامها بشكل أفضل ويقلل من نسبة الحوادث والخسائر، مؤكدة أن الهدف الأساسي من التحذيرات المتكررة هو حماية الأرواح والممتلكات وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بأقل الأضرار الممكنة بعد انقضاء الحالة الجوية.

ومع استمرار توقعات الأمطار حتى الاثنين المقبل، يبقى التزام الجميع بالتوجيهات الرسمية ومتابعة المستجدات أمراً حتمياً للحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم، خاصة أن المملكة مقبلة على أيام مطيرة قد تحمل الخير لكنها في الوقت نفسه تحمل بعض المخاطر التي يمكن تجاوزها بالوعي والتقيد بالتعليمات.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار