تكبد سهم شركة أرامكو السعودية خسائر ملحوظة خلال العام الحالي 2025، حيث تراجع سعره بنسبة 15.51٪ متأثرًا بتقلبات أسواق الطاقة العالمية وانخفاض أسعار النفط بشكل متسارع، ما انعكس على ثقة المستثمرين في أكبر شركة نفط مدرجة في العالم، وجعل السهم أقل جاذبية في أعين المتعاملين
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
تراجع أسعار النفط العالمية جاء كعامل رئيسي وراء هذا الانخفاض، إذ فقدت الأسواق زخم الطلب في الولايات المتحدة وآسيا وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي ممتد وصراع تعرفات جمركية، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على إيرادات أرامكو التي تعتمد بشكل جوهري على صادرات الخام.
انعكست هذه الضغوط على سياسة التوزيعات النقدية للشركة، حيث تراجعت العوائد التي كانت تمثل نقطة جذب قوية للمستثمرين الباحثين عن استقرار مالي، لتتأثر سمعة السهم كخيار استثماري آمن في السوق السعودي والخليجي.
يتزامن هذا التراجع مع توقعات محللين باستمرار الضغوط على أسواق الطاقة في ظل وفرة المعروض وضعف النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما قد يعمق خسائر شركات النفط الكبرى، ويجعلها أمام تحديات غير مسبوقة للحفاظ على مستويات ربحية مستدامة.
يؤكد خبراء أن فقدان السهم لجاذبيته الاستثمارية قد يدفع بعض المحافظ والصناديق إلى إعادة توجيه استثماراتها نحو قطاعات أكثر استقرارًا مثل التكنولوجيا والاتصالات، ما يزيد من حجم الضغوط البيعية على سهم أرامكو في الفترة المقبلة
يستبعد محللون أن يستعيد السهم عافيته سريعًا إلا في حال شهدت أسعار النفط ارتدادًا قويًا أو أعلنت الشركة عن استراتيجيات بديلة لتعزيز إيراداتها وتنويع مصادر دخلها، وهو ما تعمل عليه المملكة ضمن رؤية 2030 من خلال خطط التوسع في الطاقة المتجددة والبتروكيماويات.
على الرغم من ذلك، يرى بعض المستثمرين أن التراجع الحالي قد يمثل فرصة للدخول بأسعار منخفضة إذا ما تحسنت الظروف السوقية لاحقًا، لكن هذه الرؤية لا تزال مشوبة بالحذر الشديد في ظل حالة الضبابية المسيطرة على المشهد الاقتصادي.
تترقب الأسواق إعلان نتائج أرامكو المالية للفصول القادمة لتقييم قدرة الشركة على مواجهة هذه الضغوط واستعادة ثقة المستثمرين، خصوصًا بعد أن أصبحت التوزيعات النقدية أقل سخاء مما كانت عليه في السنوات الماضية.
يبقى السؤال الأبرز المطروح في أذهان المتعاملين: هل سيتمكن سهم أرامكو من التعافي قريبًا أم سيظل أسير تقلبات أسعار النفط العالمية، وهو ما سيحدد مسار السهم في السوق المالي السعودي خلال الفترة المقبلة.
في الوقت نفسه يظل أداء أرامكو تحت المجهر العالمي بوصفها أحد أهم اللاعبين في سوق الطاقة، وأي تحرك في سعر سهمها يعكس بصورة مباشرة اتجاهات الاقتصاد السعودي وسوق النفط العالمي، ما يجعلها بوصلة يراقبها المستثمرون بدقة.