وقّعت وزارة التعليم مذكرة تفاهم جديدة مع الاتحاد السعودي لكرة المناورة في خطوة تعكس اهتمامها المتزايد بتطوير الرياضة المدرسية وتعزيز حضورها داخل البيئة التعليمية وجرت مراسم التوقيع في مقر الوزارة بالرياض بحضور رئيس الاتحاد الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود ووكيل الوزارة للتعليم العام الدكتور حسن خرمي، وسط تأكيدات بأن هذه المبادرة تمثل إضافة نوعية لمسيرة التعليم والرياضة معاً.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتسعى الوزارة من خلال هذه المذكرة إلى توفير برامج متخصصة تهدف إلى صقل مهارات الطلاب والطالبات في رياضة كرة المناورة، حيث من المنتظر أن تسهم هذه البرامج في اكتشاف المواهب الرياضية الواعدة وتطويرها بما يواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 التي تركز على تعزيز الصحة العامة وجودة الحياة لدى المجتمع.
وأوضحت الوزارة أن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاقية ستنطلق في إدارات التعليم بالرياض والمنطقة الشرقية وجدة، على أن يجري التوسع لاحقاً ليشمل بقية المناطق التعليمية، وذلك ضمن خطة مرحلية مدروسة تهدف إلى ضمان جودة التنفيذ وتحقيق الأهداف المرجوة من المشروع.
وتتضمن المذكرة بنوداً عدة تركز على تنظيم برامج تدريبية وورش عمل للطلاب والمعلمين والمشرفين، إلى جانب إطلاق بطولات مدرسية محلية ووطنية، بما يتيح نشر ثقافة ممارسة الرياضة على نطاق واسع ويعزز روح المنافسة الإيجابية بين المدارس المختلفة.
وأكدت وزارة التعليم أن الرياضة المدرسية لم تعد مجرد نشاط جانبي، بل أصبحت جزءاً محورياً في العملية التعليمية، لما لها من دور مؤثر في رفع مستويات الصحة واللياقة البدنية وتنمية القدرات الذهنية والنفسية لدى الطلاب، مشيرة إلى أن الاستثمار في النشاط البدني هو استثمار مباشر في مستقبل الأجيال.
ويأتي هذا التعاون مع اتحاد كرة المناورة ليعكس وعياً متزايداً بأهمية تنويع الأنشطة الرياضية داخل المدارس، حيث يرى المختصون أن إدخال رياضات جديدة يسهم في تحفيز الطلاب على المشاركة ويمنحهم خيارات متعددة لاكتشاف اهتماماتهم وقدراتهم.
وأبدى الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود خلال المناسبة سعادته بتوقيع المذكرة، مؤكداً أن الاتحاد سيعمل جنباً إلى جنب مع وزارة التعليم من أجل توفير برامج احترافية عالية الجودة، تسهم في تكوين قاعدة رياضية قوية بين أوساط الناشئة وتفتح أمامهم فرصاً واسعة للتميز.
كما شدد الدكتور حسن خرمي على أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لجهود الوزارة المستمرة في تطوير العملية التعليمية بما يتوافق مع أهداف التنمية الوطنية، موضحاً أن تعزيز النشاط البدني في المدارس يعد من أهم الأدوات الداعمة لبناء جيل أكثر صحة وحيوية.
ويؤكد خبراء التربية والرياضة أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن ترفع من مستوى التفاعل بين الطلاب، وتكسر روتين اليوم الدراسي التقليدي، لتمنحهم مساحات أكبر من الإبداع والطاقة، فضلاً عن تنمية مهارات التعاون والانضباط والالتزام بروح الفريق.
كما يتوقع أن تفتح هذه الاتفاقية المجال أمام المدارس لتبني برامج رياضية أكثر شمولاً، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على المجتمع التعليمي بأكمله، حيث سيكون الطلاب أكثر استعداداً لخوض التحديات المستقبلية سواء في ميادين الرياضة أو في حياتهم العملية.
وتشير مؤشرات عديدة إلى أن الاهتمام بالرياضة المدرسية يحقق نتائج ملموسة على مستوى التحصيل الدراسي، إذ يسهم النشاط البدني المنتظم في تحسين التركيز والقدرة على التعلم، ويعزز ثقة الطلاب بأنفسهم، وهو ما يجعل مثل هذه البرامج استثماراً ذا عوائد تعليمية وصحية في آن واحد.
ويأمل أولياء الأمور أن تثمر هذه المبادرة عن أنشطة رياضية منظمة وفعالة داخل المدارس، بما يساعد أبناءهم على ممارسة الرياضة في بيئة آمنة ومشجعة، بعيداً عن التحديات التي قد تواجههم خارج إطار المدرسة.
وتعكس هذه الخطوة التوجه الوطني نحو جعل الرياضة أسلوب حياة، وهو ما تسعى إليه المملكة من خلال مختلف برامجها ومبادراتها، إذ لا ينفصل الاهتمام بالرياضة عن مساعي تعزيز جودة الحياة وتحقيق التوازن بين العمل والدراسة والنشاط البدني.
وبهذا تكون وزارة التعليم قد أضافت لبنة جديدة في مسيرة تطوير التعليم والرياضة معاً، عبر شراكة استراتيجية تعزز مكانة الرياضة المدرسية وتمنح الطلاب فرصة حقيقية لاكتشاف إمكاناتهم، الأمر الذي يسهم في بناء جيل يتمتع بالصحة والقدرة على المنافسة، ويواكب تطلعات الوطن في مختلف المجالات.