أطلقت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حملة للتبرع بالدم بالتعاون مع وحدة بنك الدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة، حيث احتضن المركز الطبي الجامعي فعاليات الحملة التي شهدت تفاعلًا واسعًا من منسوبي الجامعة ومرتاديها.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وتأتي هذه المبادرة في إطار الدعم المجتمعي الذي تحرص عليه الجامعة، كما أنها تندرج ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مفاهيم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، خاصة في الجوانب الصحية والإنسانية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر.
الحملة استلهمت روحها من المبادرة الإنسانية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتي هدفت إلى نشر ثقافة التبرع بالدم على مستوى المملكة.
تُعد هذه الخطوة تأكيدًا على حرص الجامعة الإسلامية على التفاعل مع المبادرات الوطنية، والمساهمة بدورها كمؤسسة تعليمية في دعم القضايا المجتمعية وتعزيز القيم النبيلة بين الطلاب والكادر التعليمي والإداري.
كما تعكس الحملة التزام الجامعة بتشجيع طلابها ومنسوبيها على تبني السلوكيات الإيجابية، ومنها التبرع الطوعي بالدم الذي يُعد من أنبل صور العطاء الإنساني التي تنقذ الأرواح وتبعث الأمل في نفوس المرضى والمحتاجين.
شهدت الحملة منذ ساعاتها الأولى حضورًا ملحوظًا من المتبرعين، حيث انطلقت في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا، واستمرت حتى الساعة الواحدة ظهرًا، في أجواء سادها الحماس وروح المبادرة من المشاركين.
وعبر عدد من المشاركين في الحملة عن سعادتهم بالمشاركة في هذا العمل الإنساني، مؤكدين أن التبرع بالدم واجب وطني وإنساني يعكس روح التضامن والمسؤولية تجاه المجتمع وأفراده.
من جانبه، ثمّن مسؤولو بنك الدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي تعاون الجامعة الإسلامية وتسهيلها لإقامة الحملة، مشيرين إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في دعم مخزون الدم وإنقاذ حياة الكثير من المرضى في المستشفيات.
وأوضح القائمون على الحملة أن التبرع بالدم لا يسهم فقط في إنقاذ حياة الآخرين، بل يعزز أيضًا من صحة المتبرع نفسه، من خلال تنشيط الدورة الدموية والتقليل من بعض المشاكل الصحية المرتبطة بزيادة الحديد في الجسم.
كما شدد مسؤولو المركز الطبي الجامعي على أهمية ترسيخ ثقافة التبرع المنتظم، ودعوا إلى تحويل هذا الفعل الإنساني إلى سلوك دائم ومستمر، وليس مجرد استجابة لحملة أو دعوة مؤقتة.
يُشار إلى أن الحملة عكست نموذجًا سعوديًا متفردًا في الترابط الاجتماعي، حيث عبّر المشاركون عن فخرهم بالانتماء إلى وطن يقدّم للعالم نماذج مضيئة في العطاء والتكاتف، مستمدين ذلك من القيادة الحكيمة التي تشجع دائمًا على المبادرات الإنسانية.
وأكدت الجامعة الإسلامية أن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، بل ستعقبها حملات قادمة بالتعاون مع مختلف الجهات الصحية، في إطار التزامها بدورها الوطني والإنساني ومساهمتها في خدمة المجتمع بكافة أطيافه.
يُذكر أن الجامعة تسعى إلى تحويل المركز الطبي الجامعي إلى نقطة انطلاق دائمة لمثل هذه المبادرات، من خلال تطوير خدماته وتوسيع شراكاته مع المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة المنورة وخارجها.
ولفت عدد من الطلاب المشاركين إلى أن مشاركتهم في الحملة جاءت انطلاقًا من شعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم ومجتمعهم، مؤكدين أن هذه المبادرات تغرس فيهم قيمًا نبيلة يصعب اكتسابها من القاعات الدراسية وحدها.
وفي ختام الحملة، أعرب القائمون عليها عن شكرهم لكل من ساهم في إنجاحها، سواء من الكادر الطبي أو الإداري أو المتبرعين، مشيرين إلى أن هذا النجاح يضعهم أمام تحدٍ دائم للاستمرار والتطوير ومضاعفة الأثر الإيجابي في المستقبل.