سعر الذهب اليوم
الذهب يحطم رقمه القياسي ويتجاوز 3500 دولار للأونصة وسط ضغوط على الفيدرالي
كتب بواسطة: محمود العادل |

سجّل سعر الذهب مستوى قياسيًا جديدًا خلال التعاملات الآسيوية صباح الثلاثاء حيث بلغ سعر الأونصة 3501,59 دولار متجاوزًا بذلك رقمه القياسي السابق الذي سجّله في أبريل الماضي وبلغ آنذاك 3500,10 دولار للأونصة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

هذا الارتفاع الجديد يعكس إقبال المستثمرين المتزايد على المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا في وقت تتصاعد فيه التوقعات بشأن خفض مرتقب لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي خلال الشهر الجاري.

توجه المستثمرين نحو الذهب جاء على حساب الدولار الذي شهد تراجعًا ملحوظًا في ظل هذه التوقعات بالإضافة إلى تزايد القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفدرالي نتيجة ضغوط سياسية متصاعدة من البيت الأبيض.

ولا يزال القضاء الأمريكي ينظر في مصير ليزا كوك عضو مجلس حكام البنك المركزي بعد القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالتها وهي خطوة أثارت ردود فعل واسعة بشأن حيادية واستقلالية المؤسسة النقدية.

وترى الأوساط الاقتصادية أن هذه الخطوة تمثل محاولة واضحة من الإدارة الجمهورية للتأثير في قرارات الاحتياطي الفدرالي خاصة ما يتعلق منها بسياسة الفائدة التي يطالب ترامب بخفضها بشكل مستمر.

وبالنظر إلى تباطؤ مؤشرات النمو داخل الاقتصاد الأمريكي وتراجع ثقة المستهلكين في الآونة الأخيرة يبدو أن سيناريو خفض الفائدة بات الخيار الأقرب على طاولة البنك المركزي خلال اجتماعه المقبل.

ويُنتظر أن يعلن الاحتياطي الفدرالي قراره خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية المقرّر عقده يومي 16 و17 من سبتمبر وسط ترقب كبير من الأسواق العالمية والمستثمرين على حد سواء.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتم خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية وهو ما قد يدفع الدولار إلى مزيد من التراجع ويعزز بالتالي جاذبية الذهب في الأسواق الدولية.

يُعرف عن الذهب أنه يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات المالية أو السياسية إذ غالبًا ما يلجأ إليه المتعاملون كوسيلة لحفظ القيمة في ظل تذبذب العملات والأسواق.

وتؤثر أسعار الفائدة بشكل مباشر على تحركات الذهب إذ أن خفض الفائدة يقلل من عوائد السندات الأمريكية ما يجعل الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية بسبب ارتفاع احتمالات تحقيق أرباح مستقبلية.

ومنذ بداية العام الجاري ارتفع سعر الذهب بما يقرب من الثلث في ظل أزمات جيوسياسية متلاحقة تتصدرها الحرب المستمرة في أوكرانيا بالإضافة إلى التصعيد العسكري في قطاع غزة.

كما تأتي الحرب التجارية المفتوحة بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين في مقدمتهم الصين لتضيف مزيدًا من الغموض على المشهد الاقتصادي العالمي وتدفع بدورها أسعار الذهب إلى الأعلى.

في ظل هذه الأوضاع المتشابكة تبدو أسواق المال في حالة تأهب قصوى حيث يُنظر إلى الذهب كأحد الأصول القليلة القادرة على توفير قدر من الاستقرار وسط الضغوط الدولية والمخاطر السياسية المتزايدة.

ويتوقع المحللون أن يواصل الذهب مساره الصاعد في حال استمرت مؤشرات الضعف على الاقتصاد الأمريكي واستمرت الضغوط السياسية على الاحتياطي الفدرالي لتغيير مسار سياسته النقدية.

ويظل الذهب أحد أبرز المؤشرات التي تقيس قلق الأسواق من التغيرات السياسية والمالية إذ ترتبط تحركاته مباشرة بثقة المستثمرين في قدرة المؤسسات الرسمية على احتواء الأزمات.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار