نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إنهاء معاناة شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، بعد أن أُقعد عن الحركة لسنوات طويلة بسبب تبعات عملية خلع ولادي مزدوج في مفصلي الوركين خضع لها في طفولته.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وتمكن الفريق بقيادة الدكتور عبدالرحمن الرفاعي، استشاري جراحة العظام وعظام الأطفال والتشوهات ومفصل الورك المتقدمة، من إجراء عملية معقدة أعادت للشاب قدرته على الحركة والمشي بصورة طبيعية، بعد أن فقدها لسنوات طويلة.
وأوضح الدكتور الرفاعي أن المريض حضر إلى المستشفى وهو يشكو من آلام حادة في الوركين، مع عدم قدرته الكاملة على المشي، إضافة إلى محدودية شديدة في حركة المفصلين.
وبالاطلاع على تاريخه الطبي، تبيّن أن المريض خضع في عمر الثالثة لعملية إرجاع مفصل الورك نتيجة إصابته بخلع ولادي في الجانبين.
حيث جرى خلالها قص عظمة الحوض وتثبيتها لتحسين تغطية المفصل، إلا أن النتيجة على المدى البعيد لم تكن كما هو مأمول، وبدأت أعراض الإعاقة تتفاقم تدريجيًا مع مرور السنوات.
وبيّن الدكتور الرفاعي أن الفريق الطبي بادر بإجراء سلسلة من الفحوصات الدقيقة فور وصول المريض، شملت التصوير بالأشعة السينية (X-ray) والرنين المغناطيسي (MRI)، وكشفت النتائج عن وجود تشوه متقدم في مفصلي الوركين.
إلى جانب تموّت في رأس عظمة الفخذ، واختلال في شكل وزوايا المفصل، مع قصر في رقبة الفخذ، وتغيرات كبيرة أثرت على استقرار الحوض ووظيفة العضلات المحيطة.
وقد أدى كل ذلك إلى اختلال التوازن الحركي الكامل وفقدان المريض القدرة على المشي بصورة طبيعية.
وأشار الدكتور الرفاعي إلى أن الفريق الطبي قرر التدخل جراحيًا باستخدام تقنية دقيقة تُعرف باسم modified Dunn procedure، وهي من الجراحات المتقدمة التي تُستخدم في مثل هذه الحالات المعقدة.
وشملت العملية إجراء خلع جراحي آمن لرأس عظمة الفخذ، ثم إعادة ترميمه وتشكيله، مع تطويل رقبة الفخذ وتحسين زوايا المفصل، كما تم شد العضلات المحيطة لاستعادة التوازن الحركي.
واستغرقت العملية عدة ساعات، وخرج المريض من غرفة العمليات بحالة مستقرة، وأكد الدكتور الرفاعي أن المريض غادر المستشفى لاحقًا بحالة صحية جيدة، دون أي مضاعفات.
مشيرًا إلى أن المتابعة الطبية بعد العملية أظهرت تحسنًا كبيرًا في حالة المريض، حيث حضر بعد أسابيع إلى العيادة وهو قادر على المشي دون مساعدة، واختفت الآلام التي كان يعاني منها، كما استعاد مفصلا الورك قدرتهما على الحركة في النطاق الطبيعي، وهو ما يعكس نجاح التدخل الجراحي بدقة وكفاءة عالية.
وتُعد هذه العملية واحدة من أبرز النجاحات الطبية التي حققها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في مجال جراحات العظام الدقيقة، خصوصًا في علاج الحالات المعقدة التي تشمل التشوهات الناتجة عن عمليات سابقة أو أمراض ولادية.
وذلك بفضل توفر الكفاءات الطبية المؤهلة، والتقنيات الحديثة التي تسهم في تقديم حلول علاجية متقدمة تحقق أفضل النتائج للمرضى.