تبرع بالأعضاء
"وزارة الصحة" تعلن حدثاً غير مسبوق.. ما القصة وراء هذا التدفق الهائل عبر "توكلنا"؟
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

شهدت المملكة إعلانًا مهمًا من وزارة الصحة يتعلق بارتفاع أعداد المسجلين في برنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة عبر تطبيق توكلنا، حيث تجاوز العدد حاجز نصف مليون متبرع، وهو ما يعكس الوعي المجتمعي المتزايد تجاه قيمة العطاء الإنساني ودوره في إنقاذ الأرواح.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضحت الوزارة أن عدد المتبرعين المسجلين حتى الآن بلغ أكثر من 540 ألف شخص، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم التفاعل مع هذه المبادرة الوطنية، التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة كخيار إنساني يسهم في تحسين جودة حياة المرضى.

هذا الإقبال اللافت يعكس كذلك مدى ثقة المواطنين والمقيمين في المنصات الرقمية الرسمية التي أطلقتها الدولة، وفي مقدمتها تطبيق توكلنا، الذي تحول إلى قناة رئيسية لتسهيل تسجيل الراغبين في التبرع بالأعضاء بطريقة آمنة وسهلة.

كما يأتي ذلك في إطار جهود المملكة لتعزيز المنظومة الصحية وتحقيق التكامل بين مؤسساتها بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030، التي تضع صحة الإنسان ورفاهيته ضمن أولوياتها الأساسية.

المركز السعودي لزراعة الأعضاء يعد الجهة الرئيسة التي تقود هذه الجهود، إذ يعمل على توفير الفرص العلاجية لمرضى الفشل العضوي النهائي، الذين لا خيار لهم سوى زراعة الأعضاء لإنقاذ حياتهم أو تحسين ظروفهم الصحية.

وتشير التقديرات إلى أن آلاف المرضى في المملكة ينتظرون سنويًا فرصة الحصول على عضو من متبرع، سواء كان حيًا أو متوفى دماغيًا، وهو ما يجعل ارتفاع أعداد المسجلين خبرًا يحمل أملاً جديدًا لهم ولأسرهم.

الخطوة كذلك تعزز الجانب التوعوي، حيث تساهم الحملات الإعلامية والتثقيفية في تعريف المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء، وتفنيد المخاوف أو المفاهيم المغلوطة التي قد تعيق البعض عن اتخاذ هذا القرار الإنساني.

وقد لعبت وسائل الإعلام المحلية، ومن ضمنها قناة الإخبارية، دورًا محوريًا في إبراز هذه الأرقام وتشجيع المواطنين على التسجيل، من خلال نقل قصص حقيقية لمرضى استفادوا من عمليات الزراعة ووجدوا في التبرع طوق نجاة.

ومن الناحية الشرعية، يحظى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بتأييد ودعم من المؤسسات الدينية في المملكة، التي تؤكد على قيمة إنقاذ النفس البشرية وتعتبره من أعظم أبواب الأجر والثواب.

الجانب التقني لم يُغفل أيضًا، إذ ساعدت التحسينات المستمرة على تطبيق توكلنا في جعل عملية التسجيل أكثر مرونة ووضوحًا، ما شجع شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين على الانضمام بسهولة ودون تعقيدات.

كما أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة أصبح يعكس مفهوم التكافل الاجتماعي الذي تتميز به الثقافة السعودية، حيث يمنح المتبرع بعد رحيله فرصة جديدة للحياة لآخرين كانوا على وشك الاستسلام للمرض.

ويرى خبراء الصحة أن استمرار ارتفاع الأعداد المسجلة سيساعد في تقليص قوائم الانتظار الطويلة، ويزيد من فرص نجاح خطط المملكة في أن تكون مركزًا رائدًا إقليميًا في مجال زراعة الأعضاء.

ولا شك أن الرقم المعلن اليوم يمثل بداية لمسار أكثر طموحًا، إذ تتطلع الجهات الصحية إلى مضاعفة الأعداد خلال السنوات المقبلة عبر تكثيف الحملات وتحفيز المجتمع بمختلف فئاته.

وبذلك يتحول التبرع بالأعضاء من مجرد مبادرة فردية إلى ثقافة عامة مترسخة في المجتمع السعودي، تجسد قيم العطاء والتراحم وتؤكد أن حياة الإنسان أغلى ما يمكن أن يُصان.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار