خسوف القمر
"الدكتور المسند" يثير التساؤلات.. ما الحكمة من خسوف القمر الليلة رغم وضوح أسبابه العلمية؟
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

يشهد العالم الليلة واحدة من أندر الظواهر الفلكية وأكثرها رهبة، حيث يتابع الملايين في مختلف القارات مشهد الخسوف الكلي للقمر، وهو حدث سماوي يثير في النفوس مشاعر الخشوع والخضوع لعظمة الخالق، ويجسد جانبًا من الإعجاز الكوني الذي يسير وفق نظام دقيق لا يختل.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

ورغم أن العلم الحديث بات قادرًا على تحديد توقيت الخسوف والكسوف بدقة متناهية، إلا أن البعد الروحي لهذا المشهد يظل حاضرًا بقوة، فهو بالنسبة للمؤمنين آية من آيات الله التي تذكّر بقدرته وعظمته، كما أوضح الدكتور عبدالله المسند أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا.

وأكد المسند أن هذه الظواهر الربانية ليست مجرد أحداث فلكية عابرة، بل لها دلالات إيمانية عميقة، فقد قال النبي ﷺ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عباده"، وهو ما يعكس بعدها الروحي كرسالة تنبيهية للإنسان.

وأشار إلى أن إدراك الأسباب العلمية للخسوف لا يُفقد المشهد مهابة، بل يزيدها، إذ كلما تعمق الإنسان في فهم القوانين التي تحكم حركة الأجرام السماوية أدرك عظمة النظام الكوني الذي أبدعه الخالق سبحانه.

وبيّن أن القرآن الكريم سبق إلى الإشارة لهذا النظام المحكم بقوله تعالى: "الشمس والقمر بحسبان"، وهو ما يبرز التناسق المذهل بين التفسير العلمي والجانب الإيماني الذي يحمله الحدث.

ولفت المسند إلى أن المؤمن عندما يتأمل هذا المشهد الكوني يزداد يقينًا بقدرة الله، فالمسببات مهما بلغت دقتها العلمية تظل شاهدة على عظمة المسبِّب، فيتجلى البعد العقدي الذي يربط الإنسان بالسماء كلما وقعت مثل هذه الظواهر.

وضرب مثالًا بركاب الطائرة الذين يطمئنون لسير رحلتهم رغم عدم إدراكهم تفاصيل عمل المحركات، فإذا عرفوا آلية التشغيل تعاظمت رهبتهم من دقة الصناعة، وكذلك الحال مع خسوف القمر حيث يزيد العلم الإيمان رسوخًا.

وأكد أن على المسلمين اغتنام هذه اللحظات بالدعاء والذكر والعودة إلى الله، فالمقصود من هذه الآيات الكونية أن تكون موعظة ووسيلة تذكير دائم للإنسان حتى لا يغفل عن مصيره.

وأوضح أن السنة النبوية أرشدت إلى الصلاة عند حدوث الخسوف والكسوف، وهو ما يعكس الجانب التعبدي المرتبط بهذه الظواهر، إذ تتحول من مجرد مشهد بصري بديع إلى فرصة روحية للخشوع والتقرب إلى الله.

كما شدد على أن هذه الأحداث تمثل رسالة جماعية للبشرية كلها، فالقمر بدرٌ واحد يراه الناس في الشرق والغرب، وهو ما يجعل من الخسوف تذكرة عالمية بأن الكون كله خاضع لإرادة الله.

وأضاف أن الخوف الذي يصاحب هذه المشاهد ليس رعبًا سلبيًا، بل هو خشية تدفع الإنسان نحو التوبة والصدقة والإحسان، لقوله تعالى: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا".

وبيّن أن مثل هذه الظواهر تتيح أيضًا فرصة لتعزيز الوعي لدى الأجيال الجديدة، حيث يمكن الجمع بين المعرفة العلمية التي تشرح أسباب الخسوف، والدروس الإيمانية التي تذكر بمغزى حدوثه.

واختتم المسند بالتأكيد على أن الخسوف الكلي الليلة هو لحظة للتأمل العميق في عظمة الخالق، وفرصة للتفكر في أن هذا الكون الشاسع لم يُخلق عبثًا، بل يسير وفق مشيئة إلهية بالغة الدقة والحكمة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار