يواصل نادي الهلال السعودي تحركاته المكثفة في سوق الانتقالات الصيفية، قبل أيام قليلة من إغلاق نافذة الميركاتو في العاشر من سبتمبر، حيث تعمل الإدارة على تلبية طلبات المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي لتدعيم التشكيلة بلاعبين قادرين على صناعة الفارق خلال الموسم الجديد.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويأتي ذلك في وقت يعيش فيه الفريق أجواء إيجابية بعد بداية ناجحة في دوري روشن السعودي، إذ تمكن من تحقيق انتصار مهم على نادي الرياض بهدفين دون رد، ما يعكس جاهزية الفريق لمواصلة مشواره في المنافسة على صدارة الدوري.
المدرب إنزاجي، الذي تولى المهمة هذا الصيف، يركز بشكل خاص على ملف المهاجم المحلي، حيث شدد على ضرورة التعاقد مع لاعب هجومي جديد لتعويض النقص في دكة البدلاء بعد رحيل كل من البرازيلي كايو سيزار والمهاجم ماركوس ليوناردو.
توجه الهلال نحو البحث عن مهاجم محلي جديد يعكس استراتيجية الإدارة في الموازنة بين التعاقدات الأجنبية عالية المستوى واللاعبين المحليين القادرين على خدمة الفريق في البطولات المحلية، خصوصًا أن إنزاجي يرى في هذا الخيار حلاً طويل الأمد.
وفي جانب آخر، أثار موضوع استقدام حكام أجانب لمباريات الهلال نقاشًا واسعًا، حيث كشف الإعلامي الرياضي عبدالرحمن العامر أن تكلفة جلب طاقم تحكيم أجنبي تصل إلى 450 ألف ريال للمباراة الواحدة، ما يعني أن اعتماد هذه الخطوة في جميع مباريات الدوري سيكلف النادي نحو 15 مليون ريال.
هذا الرقم الكبير يطرح تساؤلات حول مدى استعداد الأندية السعودية لتحمل مثل هذه التكاليف، خاصة في ظل سياسة دعم الدوري لجذب أفضل الكفاءات التحكيمية، وضمان العدالة داخل الملعب بما يتناسب مع الطموحات الكبيرة لدوري روشن.
أما على صعيد اللاعبين الحاليين، فقد اتخذت إدارة الهلال قرارًا عاجلًا بتجديد عقد المدافع حمد اليامي، بعدما أظهر مستويات لافتة خلال المعسكر الإعدادي الذي أقيم في أوروبا، وهو ما دفع إنزاجي للتوصية باستمراره كلاعب أساسي في خططه المستقبلية.
قرار التجديد لليامي يعكس حرص الهلال على الحفاظ على العناصر الشابة المميزة، وعدم الاعتماد فقط على التعاقدات الخارجية، بل دمج العناصر المحلية الواعدة ضمن مشروع طويل المدى.
من جهة أخرى، يترقب أنصار الهلال وصول الصفقة الجديدة للفريق، النجم التركي الدولي يوسف أكتشيشيك، مساء الإثنين إلى الرياض، بعد إنهاء مشاركته مع منتخب بلاده في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026.
أكتشيشيك الذي يُعد من أبرز المواهب التركية الصاعدة، يُنتظر أن يمنح الإضافة المرجوة لوسط الهلال، خصوصًا مع قدرته على اللعب في أكثر من مركز، ما يمنح إنزاجي مرونة تكتيكية إضافية.
التعاقد مع أكتشيشيك يأتي استكمالًا لنهج الهلال في استقطاب عناصر أوروبية مؤثرة، بعد نجاح النادي في ضم أسماء لامعة خلال السنوات الأخيرة، ما عزز مكانته كواحد من أكثر الأندية السعودية جاذبية للمواهب العالمية.
الجماهير الهلالية تترقب بشغف الإعلان الرسمي عن تقديم اللاعب، حيث من المتوقع أن يحظى باستقبال كبير في مطار الرياض، على غرار ما شهدته صفقات سابقة للنادي في ظل الشعبية الجارفة التي يتمتع بها.
ورغم انشغال الإدارة بملف المهاجم المحلي الجديد، إلا أن التركيز لا يزال منصبًا على تهيئة الفريق لتحقيق الانسجام الكامل بين العناصر المحلية والأجنبية قبل دخول المراحل الحاسمة من الموسم.
إنزاجي بدوره يسعى إلى فرض فلسفته التدريبية بسرعة، إذ يعتمد على أسلوب هجومي متوازن، ويولي اهتمامًا خاصًا للصلابة الدفاعية، وهو ما انعكس في أول مباراة رسمية حين خرج الفريق بشباك نظيفة أمام الرياض.
إدارة الهلال تبدو حريصة على تنفيذ رغبات المدرب بشكل كامل، في إشارة إلى ثقتها بخططه الفنية، خاصة أن مشروع النادي في المرحلة الحالية يستند إلى الجمع بين النجاحات المحلية والرهان على البطولات القارية.
ومع اقتراب إغلاق الميركاتو، يتوقع أن تشهد الساعات المقبلة نشاطًا كبيرًا داخل أروقة النادي، سواء بإغلاق صفقة المهاجم الجديد أو بإتمام إجراءات ضم عناصر إضافية تدعم الفريق على المدى القريب.
الهلال، الذي اعتاد على أن يكون في واجهة المشهد الكروي السعودي والآسيوي، يطمح من خلال هذه التحركات إلى ضمان موسم استثنائي يرضي طموحات جماهيره التي اعتادت على الألقاب والإنجازات.
الشارع الرياضي السعودي بدوره يتابع هذه التطورات عن كثب، إذ لا يُنظر إلى تحركات الهلال باعتبارها شأنًا داخليًا فقط، بل كجزء من سباق التسلح الكروي بين كبار دوري روشن الذي يشهد منافسة محمومة هذا الموسم.
ومع اكتمال هذه التعاقدات والاستعدادات، سيكون الهلال أمام اختبار حقيقي في قدرته على الحفاظ على مكانته التاريخية، وتقديم موسم يعكس طموحات الإدارة والجماهير معًا.