شهدت الساحة الرياضية السعودية اليوم تطورًا مهمًا، بعد تحرك رسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصوص نظام اللاعبين المواليد تحت سن 21 عامًا، وهو النظام الذي أثار جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية بين الأندية والجماهير والإعلام الرياضي في المملكة.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وجاء هذا التحرك بعد مطالبات متكررة من عدد من أندية دوري روشن، وعلى رأسها نادي الهلال، بضرورة إعادة النظر في هذا النظام، خصوصًا فيما يتعلق بوضع اللاعبين الأجانب تحت السن القانوني، وكيفية احتسابهم ضمن القوائم المحلية للأندية.
وكانت الأندية، وفي مقدمتها الهلال، قد رفعت عدة خطابات رسمية للاتحاد السعودي، طالبت فيها بالسماح لها بالاحتفاظ بلاعبيها المواليد حتى بعد تجاوزهم السن المحدد، مع استمرار تسجيلهم في الخانة نفسها، وعدم احتسابهم ضمن عدد اللاعبين الأجانب المسموح بتسجيلهم.
هذه المطالب جاءت نتيجة معاناة بعض الأندية من فقدان مواهب شابة مميزة بمجرد تجاوزها سن 21 عامًا، حيث يضطر النادي إلى التخلي عنها أو استبدالها بلاعبين آخرين، ما يربك استقرار الفريق ويؤثر على خططه الفنية على المدى الطويل.
الإعلامي الرياضي بندر العتيبي كشف عن مفاجأة جديدة في هذا الملف، موضحًا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم خاطب رسميًا جميع الأندية لإجراء تصويت عاجل بشأن مصير نظام اللاعبين المواليد، سواء بتغييره أو الإبقاء عليه كما هو في الوقت الحالي.
وأشار العتيبي إلى أن هذا التصويت جاء بشكل عاجل وسريع، حيث طلب الاتحاد من الأندية إرسال آرائها النهائية خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، بما يعكس أهمية هذا الملف وحساسيته بالنسبة للموسم الرياضي الجاري.
وأوضح أن التصويت سيحدد بشكل مباشر مستقبل هذا النظام، حيث سيتعين على الاتحاد اتخاذ قرار نهائي بناءً على نتائج التصويت، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على خطط الأندية وتحركاتها في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
كما بيّن أن آخر موعد لإغلاق باب التصويت سيكون في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، ما يعني أن الأندية أمامها ساعات محدودة فقط لتقديم مواقفها الرسمية، وهو ما يضع إداراتها تحت ضغط كبير لاتخاذ القرار الأمثل الذي يخدم مصالحها الفنية والإدارية.
ويأتي هذا التحرك الرسمي في وقت حساس للغاية، حيث تستعد الأندية لخوض منافسات قوية في دوري روشن للمحترفين، إضافة إلى المشاركات الخارجية، وهو ما يزيد من أهمية وضوح اللوائح والقوانين المتعلقة بتسجيل اللاعبين.
ويرى مراقبون أن استجابة الاتحاد لمطالب الأندية، وخاصة نادي الهلال، تعكس حرصه على تحقيق التوازن بين متطلبات المنافسة العادلة، وتطوير مستوى المواهب المحلية، والحفاظ في الوقت نفسه على جودة المسابقة ومستوى الفرق المشاركة.
من جانبه، عبر عدد من مشجعي الهلال على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بهذا التحرك، معتبرين أن تعديل النظام سيمنح فريقهم فرصة أفضل للاحتفاظ بلاعبيه الشباب الذين ساهموا في تحقيق إنجازات مهمة في السنوات الماضية.
في المقابل، أبدى بعض المحللين تحفظهم على الفكرة، مشيرين إلى أن استمرار تسجيل اللاعبين المواليد بنفس الخانة بعد تجاوزهم السن المحدد قد يقلل من فرص اللاعبين السعوديين الصاعدين في الظهور والمشاركة بشكل أكبر.
وشدد هؤلاء المحللون على أهمية إيجاد توازن بين احتياجات الأندية الكبرى مثل الهلال، وتطلعات الأندية الأخرى التي تعتمد بشكل أساسي على المواهب المحلية، حتى لا يختل النظام الفني للمسابقة بشكل عام.
ويعتقد بعض الخبراء أن الحل الأمثل يكمن في وضع ضوابط واضحة ومحددة لتسجيل اللاعبين المواليد، بحيث تضمن استمرارية المواهب المميزة مع الأندية، وفي الوقت نفسه تمنع حدوث أي استغلال للقانون أو تكديس اللاعبين بشكل مبالغ فيه.
ويؤكد مراقبون أن قرار الاتحاد السعودي في هذا الملف سيكون بمثابة نقطة تحول للمسابقة، سواء تم الإبقاء على النظام الحالي أو تغييره، نظرًا للتأثير الكبير الذي سيتركه على خطط التعاقدات للأندية خلال المواسم المقبلة.
كما أشار بعض الإداريين في الأندية إلى أن وضوح اللوائح في هذا التوقيت سيساعد في رسم استراتيجيات فنية وإدارية طويلة الأمد، بدلًا من حالة الغموض التي أربكت بعض إدارات الأندية خلال المواسم الماضية.
ومع اقتراب موعد إغلاق باب التصويت، تتزايد التكهنات حول النتيجة النهائية، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن الكفة قد تميل نحو تعديل النظام، خاصة في ظل الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير الذي تمارسه بعض الأندية.
ومن المنتظر أن يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم قراره النهائي بعد فرز نتائج التصويت ومراجعتها، على أن يتم إخطار الأندية رسميًا قبل انطلاق فترة التسجيل القادمة، لتتمكن من ترتيب أوراقها بما يتوافق مع القوانين الجديدة.
هذا القرار المرتقب سيكون محط أنظار الشارع الرياضي السعودي والخليجي، إذ سيكشف عن توجهات الاتحاد في إدارة ملف المواهب، ومدى استجابته لمتغيرات كرة القدم الحديثة ومتطلبات الأندية في المنافسات المحلية والقارية.