في إنجاز طبي هو الأول من نوعه في مستشفى المهد العام، تمكن فريق طبي من إجراء عملية استئصال مرارة بالمنظار الجراحي لسيدة سعودية في العقد الثالث من عمرها، حيث انتهت العملية بنجاح كامل، وغادرت المريضة المستشفى وهي في حالة صحية جيدة
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

العملية التي جرت تحت مظلة تجمع المدينة المنورة الصحي، اعتُبرت خطوة مهمة على طريق تعزيز الخدمات الطبية المتقدمة في محافظة المهد، خصوصًا أن المستشفى لم يشهد من قبل مثل هذا النوع من التدخل الجراحي المتطور، وهو ما يفتح الباب لتوسيع نطاق الخدمات العلاجية بالمحافظة

المريضة كانت قد راجعت العيادات الخارجية في المستشفى بعد معاناتها من آلام متكررة في البطن، الأمر الذي دفع الأطباء إلى إجراء سلسلة من الفحوص المخبرية والأشعة التشخيصية الدقيقة، والتي أظهرت وجود التهاب مزمن في المرارة ناجم عن الحصوات

ومع ظهور نتائج الفحوص، أكد الفريق الطبي أن التدخل الجراحي بات ضرورة لتفادي المضاعفات المحتملة، حيث جرى إقرار إجراء العملية عبر المنظار الجراحي، وهو ما يتطلب تجهيزات خاصة وكوادر مدرّبة للتعامل مع هذا النوع من العمليات الدقيقة

في اليوم المحدد للجراحة، تم تنويم المريضة وإخضاعها للتخدير العام، قبل أن يبدأ الفريق الطبي المكوّن من عدد من الجراحين والممارسين الصحيين بإجراء العملية باستخدام أحدث الأجهزة والمناظير الجراحية المتوفرة داخل المستشفى

وبفضل دقة العمل الجماعي والخبرة الطبية المتوفرة، نجح الأطباء في استئصال المرارة بشكل كامل عبر المنظار من دون أي مضاعفات تذكر، كما جرت متابعة الحالة خلال ساعات ما بعد العملية للتأكد من استقرار المؤشرات الحيوية للمريضة

وخلال فترة النقاهة، تم تقديم الرعاية التمريضية والعلاجية اللازمة، مع متابعة دقيقة للحالة الصحية حتى استقرت تمامًا، لتغادر المريضة المستشفى وهي بصحة جيدة بعد أيام قليلة من الإجراء الجراحي

تجمع المدينة المنورة الصحي أوضح أن هذا الإنجاز لم يأتِ بمحض الصدفة، بل هو نتيجة لخطط استراتيجية تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية في المحافظات التابعة، وتزويدها بأحدث التقنيات الطبية بما يواكب تطلعات وزارة الصحة في تحسين جودة الحياة

وأكد التجمع أن نجاح مستشفى المهد العام في إجراء هذه العملية يعكس حجم الجهود المبذولة لتأهيل الكوادر الطبية والفنية، وتجهيز المستشفيات بالتقنيات الحديثة التي كانت حكرًا في السابق على المراكز الطبية الكبرى داخل المدن الرئيسة

ويرى المراقبون أن هذه الخطوة سيكون لها أثر مباشر على أهالي محافظة المهد، الذين كانوا يضطرون سابقًا إلى السفر لمسافات طويلة لإجراء مثل هذه العمليات في مستشفيات المدينة المنورة أو مكة المكرمة، مما يزيد من معاناتهم الصحية والنفسية

ومن شأن هذا التطور أن يعزز ثقة المجتمع المحلي في الخدمات الصحية المقدمة داخل المستشفى، ويدعم التوجه الوطني نحو توفير الرعاية المتقدمة بالقرب من المريض وفي بيئته المحلية دون الحاجة إلى الانتقال لمناطق أخرى

العملية التي أُجريت تمثل أيضًا نقلة نوعية في مسار التدريب العملي للأطباء والفنيين العاملين في المستشفى، حيث فتحت لهم المجال لاكتساب خبرات إضافية في مجال الجراحة بالمنظار، وهو ما يرفع من مستوى الكفاءة الطبية مستقبلاً

كما يُتوقع أن تفتح هذه التجربة الباب أمام إجراء المزيد من العمليات المشابهة في المستشفى، بما يضع محافظة المهد على خريطة الخدمات الصحية المتقدمة، ويقلل من قوائم الانتظار التي يواجهها المرضى في المراكز الكبرى

تجمع المدينة المنورة الصحي شدد في بيانه على أن ما تحقق هو خطوة ضمن مسيرة متواصلة من التطوير والتوسع، وأن العمل جارٍ لتعزيز قدرات المستشفى ليصبح مركزًا قادراً على تقديم رعاية متقدمة في مختلف التخصصات الجراحية والباطنية

ويأمل الأهالي أن تتواصل مثل هذه الإنجازات لتشمل تخصصات أخرى، بما يعكس حرص القيادة الصحية على توفير رعاية طبية شاملة ومتكاملة، ويجعل من مستشفى المهد العام نموذجًا للمستشفيات المجتمعية القادرة على تقديم خدمات تضاهي المراكز الطبية الكبرى.